بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 تموز 2020 07:11ص صرخة فرنسية: ساعدونا لنساعدكم..!

حجم الخط
استمعت بكثير من التأثر والحزن إلى خطاب وزير خارجية فرنسا جان ايف لورديان في البرلمان الفرنسي، والذي أبدى فيه من العاطفة والحرص على لبنان، واللهجة الصادقة بالاستعداد لمساعدة وطن الأرز للخروج من أخطر أزمة يواجهها في تاريخه الحديث.

من المؤسف القول إن الوزير الفرنسي تكلم عن لبنان أفضل ألف مرة مما يتكلم الوزراء اللبنانيون، وغيرهم من كبار المسؤولين، مشدداً على أن الإصلاحات هي الطريق الوحيد لوصول المساعدات الضرورية للدولة اللبنانية.

كان انتقاد الوزير الفرنسي مباشراً وموجعاً للمسؤولين اللبنانيين، الذين يعدون بالإصلاح ولا ينفذون منه شيئاً. خطابات الإصلاح تحوّلت إلي مجرد شعارات جوفاء، والبرامج التي تعهدت الحكومات اللبنانية بتنفيذها أمام المؤتمرات الدولية والصناديق العالمية، بقيت مجرد حبر على ورق، والإنفاق غير المجدي استمر على غاربه، والفساد أصبح السمة البارزة للنظام في لبنان.

لم تبدأ الحكومة بأي خطوة إصلاحية عملية لتسترد ثقتنا، وتدفعنا إلى تقديم العون اللازم للحؤول دون سقوط هذا البلد «الذي تربطنا به علاقات تاريخية وحضارية وإنسانية»، وتحوله إلى دولة فاشلة، وتداعيات هذا الاحتمال المدمر على الشعب اللبناني.

سقف خطاب الوزير الفرنسي كان عالياً، ونبرته كانت مميزة، لم نسمع مثيلا لها في مجلس النواب اللبناني، ولا في جلسات مجلس الوزراء، لا حتى من أهل المعارضة المترددة في تنسيق جهودها، وحسم أمرها في التصدي لهذه السلطة العاجزة والفاسدة.

صرخ الوزير لودريان أمام زملائه النواب أن الحكومة اللبنانية لم تبدأ حتى الآن بالمعالجات المطلوبة والملحة، لا في الكهرباء ولا في النظام المصرفي، ولا في تأمين استقلالية القضاء، ولم تحقق أي تقدم في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.

 وكم كانت كلمة الوزير الفرنسي الختامية بمستوى التحدي الذي يواجه الحكومة المتعثرة حالياً، عشية زيارته القريبة إلى بيروت، عندما أنهى خطابه بكلمتين تمسان مشاعر كل لبناني بالصميم: ساعدونا لنساعدكم!

فهل هذه الحكومة قادرة على مساعدة أصدقاء لبنان حتى يستطيعوا أن يساعدوا البلد للخروج من هذا النفق الأسود؟