بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 نيسان 2020 07:40ص ضاع بين رغيف الخبز وقمم جبال الفساد..!

حجم الخط
يبدو أن وزير الاقتصاد راؤول نعمة من هواة الذهاب إلى الفرن لشراء الخبز الطازج والساخن، ويترك لبقية أفراد عائلته مهمات التبضع من السوبرماركت، من دون أن يتكبّد عناء متابعة الارتفاع المطرد بالأسعار!

وإلا ماذا يعني حرص الوزير، القادم من عالم المصارف وأسواق المال، على القيام بجولته الإعلامية على الأفران، واكتشافه «الصادم» بأن ربطة الخبز ناقصة مئة غرام، أي ما يساوي رغيف خبز من الحجم المتوسط، وإصراره على تنظيم محاضر ضبط بالمخالفين، وتحميلهم غرامات مالية بمئات الألوف من الليرات؟

وكان مشهد الوزير من الطرافة والسخرية، عندما قالت له إحدى الزميلات بأن الأسعار بالسوبرماركت ترتفع يومياً بشكل جنوني، ولا مين يسأل في وزارتكم... فجاءها جواب الوزير الصاعق: ارباح السوبرماركت بحدود أربعة بالمئة، فيما تصل أرباح الأفران إلى اثنين وعشرين بالمئة!

هل يُعقل أن يتجاهل وزير الاقتصاد نكبة الأسعار الملتهبة في الأسواق، من دون رقيب أو رادع من وزارته، التي تضم مصلحة حماية المستهلك، المسؤولة مباشرة عن التلاعب بالأسعار، خاصة وأن الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، تُعاني من سلسلة الأزمات المالية والنقدية التي تطوّق حياتها اليومية، وتحول دون الحصول على كل احتياجاتها المعيشية؟

وهل يعلم الوزير النشيط أن أسعار العديد من الحاجيات والمواد الغذائية الضرورية، وبعضها مُنتج محلياً، قد تضاعف مرتين على الأقل، وبعضها زاد سعره ثلاث مرات، والحبل على الجرار، طالما الرقابة والمحاسبة من وزارة الاقتصاد غائبة، والوزير شخصياً يتولى الدفاع عن أرباح السوبرماركت بالملايين، ويلاحق المئة غرام الناقصة من الخبز؟!

تُرى هل ثمّة من قال للوزير الحصيف أن الناس تصرخ من فساد رغيف الخبز، وتتساهل بفساد المنظومة السياسية، وموبقاتها المالية بالنهب والهدر، التي تقدّر بمئات المليارات، والتي أدت إلى سقوط البلد في جورة... الإفلاس!

حيفي على من يُلاحق حبة رمل في جبل الفساد، ولا يرى القمم التي يُعشعش فيها الفساد!