بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 كانون الأول 2020 06:36ص طوق النجاة من منظمة كوبيتش..؟

حجم الخط
في زمن سياسة العقم والإفلاس والفساد، يطل الديبلوماسي الأممي يان كوبيتش عملاقاً سياسياً في حبّ لبنان والغيرة على شعبه ومستقبله، فيما بدا الآخرون مجرد أقزام تلهث وراء السلطة والمال الحرام، بلا كلل أو ملل!

ليست المرة الأولى التي «يوبّخ» فيها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة السياسيين اللبنانيين، ويوجّه لهم سهام الانتقادات القاسية على أدائهم القاصر تجاه شعبهم ووطنهم المنكوب، والذي يمر بأصعب الأزمات وأشدها تعقيداً في تاريخه الاستقلالي، فيما أهل السياسة يتنازعون ما تبقى من خيرات البلد، ويتسابقون على نهش جثث مواطنيهم، من دون أن يرفّ لهم جفن، حياءً أو خجلاً!

الإيحاء بتغريدة كوبيتش أمس بأن بايدن موجود في أميركا وليس في لبنان، هـو في الـواقع إدانة صارخة لأهل القرار السياسي، لأنهم ربطوا مصير بلدهم، واستقراره وتعقيدات أزماته الراهنة بالصراعات الإقليمية والدولية في المنطقة، وخاصة شد الحبال المستمر بين أميركا وإيران حول الاتفاق النووي، وتدخلات طهران في شؤون دول الجوار، الأمر الذي جعل من لبنان ورقة في ملف المفاوضات المنتظرة بين الجانبين، بعيداً عن كل الشعارات الوهمية التي رفعها هذا العهد من الحفاظ على السيادة واستقلالية القرار، إلى حماية الوطن من الأخطار الخارجية، فضلاً عن تحصيل حقوق المسيحيين، الذين تضاعفت حركة الهجرة في صفوفهم في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد إجهاض انتفاضة ١٧ تشرين، ووقوع كارثة الانفجار الزلزالي في مرفأ بيروت.

الواقع أن كلمات الديبلوماسي الأممي على إيجازها، كشفت حقيقة الوضع المؤلم الذي يُعاني منه اللبنانيون في ظل هذا الإفلاس والعجز المتمادي لدى المنظومة السياسية الحاكمة، والتي فشلت في اتخاذ الإجراءات المناسبة للحد من الانهيارات الراهنة، بعد الإرباك الذي وقعت فيه وأدى إلى انفجار مسلسل الأزمات المالية والنقدية والاجتماعية والاقتصادية والمعيشية، الذي يهدد بغرق الدولة اللبنانية، على حد قول وزير خارجية فرنسا الذي شبّه وضعنا بغرق الباخرة تيتانيك.

رهان اللبنانيين على الأطراف السياسية الداخلية سقط إلى غير رجعة، وأصبح الجميع ينتظر الخلاص من الخارج، ومن وحي كلمة البابا فرانسيس الأخيرة، التي دعا فيها الأمم المتحدة للتدخل لإنقاذ لبنان واللبنانيين من الانهيارات المحدقة بهم من كل حدب وصوب.

 فهل يأتي طوق النجاة من المنظمة الدولية التي يمثلها كوبيتش في لبنان؟