هل المطلوب عزل لبنان عن محيطه العربي؟
أصحاب هذا التساؤل لا يخفون قلقهم من مسار الخطاب السياسي لحزب الله، والذي عبّر عنه، أول أمس، الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، بشكل واضح وصريح، من خلال النقاط التالية:
١- التعهد بالحصول على مساعدات إيرانية شاملة، من الكهرباء والبنية التحتية، وصولاً إلى تجهيز الجيش بكل أنواع الأسلحة والصواريخ الاستراتيجية، «ليكون أقوى جيش في المنطقة».
٢- العودة إلى شنّ الهجمات الشخصية على القيادات الخليجية، وخاصة المملكة العربية السعودية، بما يؤدي إلى تعكير الأجواء الأخوية مع هذه البلدان الشقيقة، والتي وقفت دائماً إلى جانب لبنان، وساهمت ببلسمة جراحه، سواء بعد انتهاء الحرب البشعة، أو إثر كل اعتداء إسرائيلي، من دون أن تفرّق بين منطقة ومنطقة، أو بين طائفة وأخرى.
ويربط أصحاب هذا التساؤل بين الاستعدادات الخليجية الجارية لدعم الحكومة اللبنانية الوليدة، من خلال زيارات سيقوم بها رئيس الحكومة على رأس وفود وزارية إلى السعودية ودول خليجية أخرى، لتوقيع مجموعة من اتفاقيات التعاون البناء والمثمر بالنسبة للبنان، تُتوّج بصدور قرارات السماح للمواطنين الخليجيين بالعودة لزيارة بيروت.
ويُذكّر القلقون على العلاقات المتينة مع الأشقاء الخليجيين، بأن السعودية هي من أكبر المساهمين في مساعدات مؤتمر «سيدر»، كما كانت الأولى في مؤتمرات باريس السابقة، وهي الأولى في ترتيب الدول التي شاركت وساعدت الدولة اللبنانية في ورشة إعادة الإعمار منذ بدايات التسعينات.
عزل سوريا عن العالم العربي أدى إلى نشوب الحرب المدمرة وإلغاء دورها المحوري في المنطقة، فهل المطلوب أن يعود لبنان إلى تلك الأيام السوداء، بعد اقتلاعه من محيطه العربي، وقطع شرايين علاقاته مع الغرب؟