بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 آب 2018 12:00ص عدادات المولدات: إساءة لصورة الرئيس

حجم الخط
اللبنانيون ينتظرون، وبفارغ الصبر، قيام الدولة القوية، العادلة، والنظيفة من كل موبقات الفساد وإرتكابات الفاسدين.
 وعندما وصل العماد ميشال عون، وسط الحملات القوية عن «الرئيس القوي»، إستبشر بعض اللبنانيين خيراً، بقرب قيام الدولة القوية، على إعتبار أن قوة الرئيس من قوة الدولة، والدولة تُصاب بأمراض الوهن والضعف عندما يكون الرأس المدبر ضعيفاً.
 المفارقة التي تحكم الوضع اللبناني هذه الأيام تكبر يوماً بعد يوم، على إيقاع التناقض الذي يقع فيه المحسوبون على العهد، أو الذين يدعون الحرص والقرب من سيد العهد، من خلال ما يقومون به من أعمال، أو ما يصرحون به ليل نهار!
 ما أعلنه وزير الإقتصاد رائد خوري، وهو من المحسوبين على أهل العهد، على باب القصر الجمهوري حول طلب الرئيس تركيب العدادات للمولدات الكهربائية، هو نموذج صارخ للإساءات التي يتسببها فريق العهد للرئيس، بصورته القوية، وبرمزيته الوطنية الشاملة.
 لا يا سادة! فخامة الرئيس أكبر من أن يخوض بمسألة تافهة ومشبوهة مثل العدادات الكهربائية.
 رئيس الجمهورية همه الأول والأساس هو تأمين عودة التيار الكهربائي على مدار الساعة، إلى كل لبنان، وليس إلى المناطق المحظية فقط، كما يروج اصحاب المصالح الإنتخابية الرخيصة، بالنسبة للباخرة التركية التي رست في الذوق مؤخراً!
 لا يا سادة! فخامة الرئيس لم يعد رئيساً لحزب أوتيار سياسي محدد، بل هو رئيس الجمهورية، رئيس كل اللبنانيين، وهو يسعى، وأعلن أكثر من مرة، لتحقيق أهم الإنجازات في عهده، ولعل الإنجاز الأول الذي يعمل له الرئيس هو تأمين الكهرباء، وأيجاد الحلول العلمية والعملية لأزمة النفايات المستجدة، وإخراج البلاد والعباد من أتون الأزمة الإقتصادية المستعرة.
 لا يا سادة! فخامة الرئيس أعلن حرباً شعواء على الفساد والمفسدين، فلا تحاولوا خلط حابل مطالب الناس بنابل مصالحكم الأنانية، وتغطية فشلكم بإختراع معارك وهمية، لإلهاء الناس الطيبين عن أوجاعهم المؤلمة، ومشاكلهم المزمنة!
الرئيس القوي، العهد القوي، المجتمع القوي، الدولة القوية، وكل شعارات القوة الأخرى، لا تستقيم أمورها دون التخلص من الفساد والمفسدين!