بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 تموز 2018 12:44ص عصفور في اليد ولا عشرة على الشجرة..!!

حجم الخط
يتصرّف أطراف في فريق العهد وكأنهم يعيشون في عالم افتراضي، لا يمتّ بصلة لوقائع الوضع اللبناني، ولوجود شركاء في الوطن وفي القرار السياسي، لا بد من أخذ مواقفهم بعين الاعتبار، والتوصل معهم إلى صيغ مناسبة لمعالجة أزمات البلد المتفاقمة!
المسألة لا تتوقف عند خصوم العهد التقليديين، ولا الحسابات الطائفية أو المذهبية، بقدر ما هي تعني حلفاء التيار الوطني الحر، لا سيما من المسيحيين خاصة، وخصوصاً «القوات اللبنانية»، حليف تفاهم معراب، وعرّاب وصول العماد عون إلى قصر بعبدا.
لم يعد خافياً على أحد أن الأزمة تكمن في هذا الصراع الخفي بين «التيار الوطني» و«القوات» على الزعامة المسيحية، التي يسعى الأول للتفرّد بها، من دون أي شريك أو حتى حليف، استعداداً للاستحقاق الرئاسي المقبل، في حين تحاول «القوات» الحفاظ على موقع الشريك والمشارك الفاعل في السلطة، على خلفية نصوص تفاهم معراب السرية، وعلى ضوء النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات النيابية، ووضعت «القوات» في الموقع الثاني في سلم الزعامة المارونية، وبالتالي فتحت باباً واسعاً أمام طموح د. جعجع في الوصول إلى قصر بعبدا!
المشكلة أن فريق «التيار الوطني» المحسوب على رئيس الجمهورية، يخوض هذه المعركة بشراسة، أبعدته عن التفكير بواقع البلد الاقتصادي والاجتماعي، وأهمية الإسراع في تأليف الحكومة، ولو اضطر إلى تقديم بعض التسهيلات والتنازلات، لأن إنقاذ مسيرة العهد، وإخراج البلد من دوامة التأزم المتزايد يوماً بعد يوم، يبقى أهم بكثير من حسابات افتراضية، قد لا تصل إلى أرض الواقع، بسبب المتغيّرات والتطورات التي تجتاح المنطقة، ولا بد أن يصل رذاذها إلى الوضع اللبناني!
بعض أصدقاء العهد يرى أن الوزير جبران باسيل يريد أن يضع الرئاسة المقبلة في جيبه منذ الآن، من دون الالتفات كفاية للأضرار التي تسببها إدارته الراهنة لمكانة «الرئيس القوي» وللعهد برمته، وهو بذلك يتجاهل حكمة المثل المعروف: «عصفور باليد ولا عشرة على الشجرة!».