بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 كانون الأول 2019 06:05ص عقلنة الإنتفاضة أم شيطنة الحَراك..؟

حجم الخط
تكرار حوادث الشغب، وما يتخللها من عنف غير مبرر، في أكثر من منطقة، يهدد الوجه الحضاري للإنتفاضة، ويحاول تشويه سلمية أوسع حراك وطني شامل عرفه لبنان في تاريخه الإستقلالي.

مثل هذه الحوادث تجعلنا نخاف على الثورة، وسلامة جمهورها، كما وعلى إستمرارها بالزخم الذي عرفته منذ أكثر من خمسين يوماً، والتي تتعرض لمحاولات ترهيب وترغيب، بهدف إختراقها وتشتيت صفوفها، وإستدراج بعض قياداتها إلى مواقف تنافسية فيما بينها، عشية الإستشارات النيابية، والترويج من قبل أحزاب السلطة لمشاركة ممثلين عن الحراك في الحكومة العتيدة.

تغيير السلطة لتكتيك تعاملها مع الإنتفاضة، واللجوء لأساليب ملتبسة حيناً، وخبيثة أحياناً أخرى، لتفريغ الحراك من أهدافه الوطنية، وإلصاق تهم الشغب والفوضى والعنف بشباب الإنتفاضة وشاباتها، يتطلب المزيد من الوعي وتنظيم التحركات والإعتصامات في الساحات والشوارع، وعدم إفساح المجال للعناصر المعادية، أو لبعض أطراف السلطة الأمنية، بشيطنة الحراك والتعرض لسلامة المتظاهرين، وترويعهم بالعصي الغليظة!

ومع قرب دخول الإنتفاضة شهرها الثالث، وتفاقم الأوضاع الإقتصادية، في ظل هذا العجز المتمادي من السلطة في تشكيل الحكومة الجديدة، وعدم إستيعاب غضب الشباب والشرائح الفقيرة، والتعامل مع مطالبهم بحكمة وروية، يتطلع اللبنانيون إلى حسم النقاش الدائر في الأوساط القيادية حول البرنامج المفترض إعتماده بشكل واضح من قبل الإنتفاضة، وتحديد الأولويات الواجب إتباعها في هذه المرحلة الصعبة والمعقدة، لتجاوز مخاطر الإنحدار الرهيب الذي يقود البلاد والعباد إلى الإنهيار الشامل.

السلطة تراهن على لعبة الوقت الذي لن يكون لمصلحة الإنتفاضة في حال إستمرت المماطلة والتسويف في تلبية مطالب الشعب المنتفض، وفي مقدمتها تشكيل حكومة من إصحاب الكفاءات والإختصاص، وفتح ملفات الفساد بجدية، ودون تمييز سياسي أو حزبي أو طائفي، كما يجري حالياً، والإعداد لانتخابات مبكرة تعزز تمثيل الأجيال الشابة في المجلس الجديد.

فهل تسبق عقلنة الإنتفاضة محاولات شيطنة الحراك؟