بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 تموز 2019 12:00ص عن وصية عون للشباب: إنجحوا حيث فشلنا..

حجم الخط
في خطوة لافتة، توقيتاً ومضموناً، وجه الرئيس ميشال عون رسالة إلى الشباب، نشرت «اللواء» نصها كاملاً في إفتتاحية يوم الجمعة الماضي، يدعوهم فيها إلى نبذ التفرقة والإنقسام، والتمسك بقيم الإدارة الصحيحة لإدارة الإختلاف، «الذي هو عصب الحياة وهصب التطور ولولاهولما تقدمت الإنسانية». 

ويعتبر الرئيس عون أن الإختلاف «نعمة وليس نقمة»، ولكن المهم هو طريقة إدارة الخلاف، وكيفية التعاطي معه، والتي تقوم على ثلاثة مداميك: حرية الإختلاف، حرية المعتقد والرأي، وحرية التعبير. هي في الواقع «ثوابت يجب أن لا تمس، وعندما جنحنا في مرحلة إلى المس بها كدنا نخسر الوطن». 

وختم الرئيس عون رسالته بمناشدة الشباب العمل على ترسيخ هذه القيم أكثر « فتنجحون حيث فشلنا».

 لا شك أن هذه الرسالة تنطوي على مبادئ ومفاهيم وطنية، شبابنا بأمس الحاجة إلى سماعها من أعلى مسؤول في الدولة، في مرحلة غابت فيها لغة الحوار بين المختلفين، وسقطت معها مبادئ وقيم التعاطي مع الآخر المختلف، وسادت لفة التحريض والتخوين والإبتزاز، وحلت الغرائز مكان العقل والحكمة في إدارة التنوع والتعددية السياسية والحزبية في مجتمعنا، المميز بألوان نسيجه الوطني، والمكرس بدستور ونظام سياسي يقوم على الديموقراطية، وعلى التفاعل بين الرأي والرأي الآخر.

 إعتراف الرئيس عون بفشل جيل سياسي بكامله في الحفاظ على قيم الإختلاف، وإحترام مبادئ الإختلاف عن الآخر، هو نعي لتجربة سياسية بقيت قاصرة على مدى عقود من الزمن، ولم تُفلح أطرافها في وضع الممارسة الديموقراطية على الطريق الصحيح، وبالتالي لم تنجح في بناء وترسيخ مفهوم الدولة لدى الأجيال الجديدة، كما لم تستطع الإرتفاع إلى مستوى التميز الذي ينعم به المجتمع اللبناني بتركيبته الدينية والثقافية والحضارية المتنوعة، الذي دفعت واحد من رجالات القرن العشرين، البابا يوحنا بولس الثاني، إلى وصف هذا البلد الفريد بصيغته ودوره بأنه « وطن الرسالة».

 فهل يخرج أهل السياسة من خطاب العصفورية، ويعود إلى العقل والحكمة، حفاظاً على وطن الرسالة، وهذا الشعب المغلوب على أمره ؟