بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 كانون الأول 2018 12:15ص عندما يُصبح قطع الرؤوس أمراً مُباحاً..!!

حجم الخط
لم نكن نعلم أن الفنان راغب علامة مُجرم يستحق قطع الرأس، على الطريقة الداعشية المقيتة، لأنه يعقد صفقات مشبوهة بمليارات الدولارات، ويشارك في النهب المنظم لموارد الدولة عبر الهيمنة على المرافق العامة، فضلاً عن تورّطه في عمليات فساد موصوفة، في التزامات الكهرباء وبواخرها التركية، وبناء السدود، وغيرها كثير من الممارسات الفاسدة.
لم نكن نعلم أن سياسيي لبنان، من نواب ووزراء وأحزاب، هم من نوع الملائكة الأنقياء، وهم المَثَل والمِثال في العفّة ونظافة الكف، ومشاعر الإخلاص والولاء للوطن غير قابلة للطعن أو التشكيك، وأن لا علاقة لهم، لا من قريب أو بعيد، بمسلسل الأزمات التي تطبق على أعناق البلاد والعباد.
لم نكن نعلم أن الوقاحة بلغت عند بعض السياسيين حدّ التنكر لأبسط المبادئ الديموقراطية، وأهمها الحريات العامة، وخاصة حرية التعبير، واحترام أعمال الفنانين، وتقدير فكر النخب الثقافية والعلمية والفنية.
خطيئة راغب علامة المميتة أنه جَهَرَ بالواقع المؤلم الذي يعيشه أهله، صارخاً: طار البلد... في وقت يبدو فيه مواطنوه وكأنهم فقدوا النُطق، وعجزوا عن التحرّك والنزول إلى الشارع ليهتفوا بسقوط مافيات الفساد، وتجار الطوائف المستكينة أمام جلاديها، مستسلمين لمصيرهم المحتوم كالأغنام التي تُساق إلى مسالخ الذبح والقتل!
على الفقير أن يكبت جوعه، وعلى المريض أن يتجاهل آلامه، وعلى العامل أن يتحمّل عبء بطالته، وعلى ربّ العمل أن يتقبّل إفلاسه، وعلى المواطنين أن يتعايشوا مع قلق الأزمات، ومع هواجس الخوف من الغد، كما عليهم أن يعتادوا الوقوف على أبواب الزعماء، وممنوع عليهم أن ينصتوا لأصحاب الفكر والرأي من كتّاب ومثقفين وفنانين... وإلاّ فإن تطيير رؤوسهم يصبح أمراً مباحاً عند أهل الحل والربط في دولة اسمها لبنان!