بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 أيلول 2020 08:43ص عواقب تعطيل ولادة الحكومة..

حجم الخط
نيران في مرفأ بيروت..، سيول جارفة في منطقة بعلبك..، حرائق تفتك بالغابات..، كورونا تغزو المدن والبلدات والقرى..، مآسٍ إجتماعية ومعيشية تضرب المجتمع اللبناني..، فقر وبطالة تدفع الشباب والشيبة لركوب مراكب الموت ومواجهة الأخطار في أعالي البحار..، ومقابل كل ذلك مجموعة حاكمة لا هم لها سوى التمسك بمغانم السلطة، والتغوّل في ممارسات العجز والفساد!

لعله من سوء طالع اللبنانيين أن تبدأ المئوية الثانية لدولتهم بمثل هذه المصائب المتتالية، وما تحمله من أيام سوداء لم يشهد لها البلد مثيلاً في أحلك أزماته وأشدها هولاً. وما يزيد المعاناة اليومية لهذا الشعب المنكوب، هذا الإبتلاء بسلطة فاقدة لحس المسؤولية، ومنظومة سياسية فقدت شرعيتها الشعبية، ولكنها مستمرة في غيّها، وفي ممارسة شتى أساليب الإنكار والمكابرة، ولو أدّى ذلك إلى دفن الرؤوس في التراب، وتجاهل الكوارث التي تنزل على رؤوس ناسهم، طالما بقيت كراسيهم بمأمن عن الإهتزاز، وحافظوا على نفوذهم على عباد الله المساكين.

 هذه المراوحة القاتلة في مناورات تشكيل الحكومة العتيدة، والتلويح بتمديد فترة تصريف الأعمال للحكومة المستقيلة، تؤكد من جديد أن أهل الحكم ليسوا بعجلة من أمرهم لإنقاذ البلاد من دوامة الأزمات التي تتخبط فيها، ولا يهابون مخاطر تضييع فرص الخروج من هذا النفق الأسود، التي حملها لهم الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، وإتُهم بسببها من قبل كثيرين بأنه يعمل على تعويم الطبقة السياسية المفلسة، والتي أوصلت البلد إلى الإفلاس والإنهيار.

ولم يستوعب أصحاب الحل والربط بأن الدوائر تضيق عليهم بسلاسل العقوبات، التي لن ترحم كل من يُعرقل العملية الإنقاذية، وبنود المبادرة الفرنسية، وفي طليعتها تشكيل الحكومة الجديدة ضمن المهلة المحددة، والتي ينتهي توقيتها مطلع الأسبوع المقبل.

 يبدو أن لبنان سيكون في الآتي من الأيام أمام مشهد جديد، وتطورات دراماتيكية مؤلمة، إذا إستمر أهل الحكم على ما هم عليه من مماطلات ومناورات في تعطيل ولادة الحكومة الجديدة وهدر الفرصة الأخيرة للإنقاذ!

هل تستطيع المنظومة الحاكمة تحمل عواقب الإصرار على العناد والمكابرة؟