بيروت - لبنان

اخر الأخبار

20 أيار 2023 12:13ص غيبوبة لبنان في قمَّة جدة

حجم الخط
الحضور الخجول للبنان في قمة جدة كان متوقعاً، لأنه نتيجة الأوضاع المتردية التي يتخبط فيها البلد، على مختلف المستويات السياسية والرسمية وحتى الدستورية، وصولاً لإستمرار تدحرج الأزمات الإقتصادية والمالية والإجتماعية.
بدا واضحاً في مجريات وقائع القمة، أن لبنان فقط مكانته السابقة كجسر تواصل وتوافق بين الأشقاء، ووسيط سلام دائم إبان الخلافات التي كانت تعصف في العلاقات البينية العربية، وصاحب المبادرات في طرح الصيغ التوفيقية في الإجتماعات العربية، لا سيما في قرارات القمم.
لبنان.. المشارك في تأسيس جامعة الدول العربية، كان شبه غائب في القمة الثانية والثلاثين، لأن الدولة اللبنانية تعيش في غيبوبة شبه كاملة، أدت إلى شلل دماغي في إدارة السلطة، وتسببت في هذا العجز المتمادي في إدارة الأزمات التي تُمسك بخناق اللبنانيين، وأوصلت البلد إلى هذا الإنهيار المريع.
لبنان في قمة جدة كان في غربة عن أهم إنجازاته القومية، يوم إستضاف في آذار ٢٠٠٢، إحدى القمم الأكثر أهمية في تاريخ القمم العربية التي تبنت مبادرة السلام التي طرحها الملك عبدالله بن عبد العزيز( وكان ولياً للعهد السعودي يومذاك) لإنهاء النزاع العربي ـ الإسرائيلي والقائمة على مبدأ الأرض مقابل السلام، وإنسحاب الجيش الإسرائيلي إلى حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧.
لبنان كان في قمة جدة، مجرد مستمع للقرارات التي أكدت على مبادرة السلام السعودية التي أقرتها قمة بيروت بالإجماع، ومطالبة أميركا بتنفيذ حل الدولتين، حفاظاً على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
حتى قضية النازحين السوريين جاء طرحها في غير محلها، لأنها وُضعت خارج سياق التفاهمات التي أعادت سوريا إلى الجامعة العربية، وأفسحت مجالاً لمشاركة الأسد شخصياً في فعاليات القمة.
وحدها دعوة القمة اللبنانيين للإسراع في إنتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة جديدة والمباشرة بالإصلاحات المطلوبة، هي الإشارة الجدية لإهتمام الأشقاء، وخاصة السعوديين، بالمأساة التي يعيشها بلد الأرز!