الصرخة المدوّية التي أطلقها رئيس مجلس الأمة الكويتي في وجه الوفد الإسرائيلي في مؤتمر البرلمانيين الدولي في اللوكسمبورغ، تجاوز صداها العالم العربي، ووصلت تردداتها الى المحافل الدولية وعواصم القرار في العالم الغربي.
كلمات الرئيس مرزوق غانم كانت صريحة، شجاعة، ومباشرة، خاصة حين طلب من الوفد الإسرائيلي مغادرة قاعة المؤتمر، وسط تصفيق ممثلي برلمانات العالم، فلم يكن امام رئيس الوفد الصهيوني إلا ان يجرجر وفده وينسحب مطأطئ الرأس، حاملاً اذيال الخيبة والمرارة، بعد برود التأييد شبه الإجماعي لخطاب رئيس البرلمان الكويتي.
الواقع ان الصرخة الكويتية في هذا المؤتمر العالمي ليست هي الاولى من جانب دولة الكويت، التي كانت دائماً في طليعة الدول العربية التي حملت شعوبها وحكوماتها القضية الفلسطينية على مدى السبعين سنة الماضية.
وكان أمير الكويت الحالي الشيخ صباح الأحمد الصباح، فارس القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، حيث ترأس بصفته السابقة كوزير خارجية الكويت، عشرات الوفود العربية الى الامم المتحدة وغيرها من الهيئات الدولية، للدفاع عن الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة، والحصول على حقوقه الشرعية في الحرية والاستقلال، والتخلص من الاحتلال الاسرائيلي.
ولقد اثبت الموقف الكويتي، بما تميّز به من التزام بالقضية، وشجاعة في الدفاع عن أطفال فلسطين وشبابها وشيوخها، ان دوامة الحروب والفتن التي تحاصر نيرانها اكثر من دولة عربية، لم تشغل شعوب الأمة ولا قياداتها عن قضية العرب الاولى، وأكدت من جديد ان كل ما يتردد ويشاع في الاعلام المعادي، عن تطبيع وشيك بين العدو الاسرائيلي ودول الخليج العربي، ليس الا اكاذيب وافتراءات، لتشويه الجهود التي تبذلها الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي في التصدي لمخططات التوسع الإيراني في المنطقة العربية.
فلسطين لم تغادر الكويت، والقضية ستبقى في قلوب الكويتيين، وكل العرب، حتى يرتفع علم الدولة الفلسطينية المستقلة في القدس الشريف.