بيروت - لبنان

اخر الأخبار

14 تموز 2018 12:00ص في كرواتيا أهم من جمال النساء..!

حجم الخط
قفزت «كرواتيا» إلى واجهة الإعلام الدولي فجأة، بعد الانتصارات غير المتوقعة، التي أحرزها المنتخب الكرواتي في مباريات المونديال مع منتخبات دول عريقة بلعبة كرة القدم، ولطالما أحرزت البطولات الدولية.
ولكن هذه الدولة الأوروبية الصغيرة لا تتميّز فقط بفريقها الرياضي، بقدر ما أصبحت رئيستها الشابة نموذجاً سياسياً ناجحاً في محاربة الفساد، ومكافحة الهدر، وتحقيق العديد من الإصلاحات البنيوية والمالية.
لم تكتف الرئيسة الكرواتية كاليندا جاربار ببيع الطائرة الرئاسية، بل عمدت إلى استعمال الطيران التجاري العادي في رحلاتها الخارجية، مكتفية بدرجة (رجال الأعمال)، في حين ما زال بعض وزرائنا في لبنان لا يتنقل في زياراته الخارجية إلا بطائرات خاصة!
باعت 35 سيّارة مرسيدس كان يستعملها الوزراء وكبار الموظفين، وأودعت ثمنها في خزينة الدولة، وفرضت على الوزراء استعمال سيّارات متوسطة الحجم، بينما يُصرّ وزراؤنا على استخدام المواكب الجرارة والتي تضم أفخم أنواع السيارات!
قلصت راتبها إلى 30 بالمائة، وألغت علاوات وحوافز الوزراء والسلك الديبلوماسي، وفي لبنان تنهال الزيادات على مخصصات الرؤساء ورواتب الوزراء والنواب، من دون الأخذ بأدنى اعتبار لوضع الخزينة المُعتل!
حاربت الفساد في دوائر الدولة.. وألغت الضريبة على ذوي الدخل المحدود، وفي بلدنا أصحاب الدخل المحدود والطبقة المتوسطة يدفعون الضرائب من رواتبهم بانتظام، ويتهرّب أصحاب المؤسسات الكبرى والأثرياء من سداد مستحقاتهم من ضرائب على أرباحهم!
خرجت كرواتيا من الحرب الأهلية في يوغسلافيا السابقة في أواسط التسعينات، ولكن شعبها يتمتع بالتيار الكهربائي على مدار الساعة ويعيش حالة استقرار سياسي وبحبوحة اقتصادية، بعدما أصبحت بلاده في عداد الدول المتقدمة اقتصادياً وإنمائياً.
ولا ضرورة لمقارنة وضعنا في لبنان، بعد انتهاء الحرب عام 1990، حيث ما زلنا بلا كهرباء، وفي حالة عدم استقرار شبه دائمة، واقتصاد البلد على شفير الإفلاس، ونسبة البطالة تجاوزت 35 بالمائة من تعداد الشعب اللبناني... المغلوب على أمره!
ابحثوا في كرواتيا على ما هو أهم وأبعد من جمال نسائها ورئيستها الشقراء!!