بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 آب 2019 12:15ص قراءة تاريخية في العلاقات اللبنانية - السعودية

حجم الخط
معرض «الذاكرة الديبلوماسية للعلاقات اللبنانية - السعودية»، ليس مناسبة ثقافية، ولا هو معرضاً استعادياً، بالمعنى التقليدي للكلمة، بقدر ما يُشكل قراءة تاريخية في ذاكرة العلاقات بين البلدين الشقيقين، والتي يعود تاريخها إلى أواسط الثلاثينيات من القرن الماضي، أي قبل ولادة الدولة اللبنانية المستقلة.

المعرض يتضمن «كنزاً» من المعلومات الموثقة بصور ومخطوطات ومراسلات ديبلوماسية، ووثائق كانت مدفونة في عالم النسيان عند أصحابها، ويُكشف عنها أمام الجمهور لأول مرة، ولا يمكن للمتبحّر والمتخصص في الشؤون التاريخية أن يُلمّ بمضمونها في عجالة يومين فقط، التي تُعتبر فترة قصيرة بالنسبة لمعرض بهذه الأهمية التاريخية، والذي يستمر عرض مثيلاته في الدول الغربية أسابيع، وأحياناً أشهراً.

ثمة ظاهرتان من وحي المعرض، تستحقان الوقوف عندهما، والتفكير ملياً بما كانت عليه أوضاع لبنان واللبنانيين قبل عشرات العقود من الزمن، وما آلت إليه اليوم من تراجع وتردٍ على مختلف المستويات.

الظاهرة الأولى، تتمثل برغبة لبنان، قبل حصوله على الاستقلال الناجز، على إقامة أطيب العلاقات الأخوية مع الأشقاء العرب، وكانت «وثيقة الصداقة» مع المملكة السعودية، والتي يعود تاريخها إلى عام ١٩٣٦، هي باكورة هذا التوجّه القومي الاستراتيجي، الذي لم يقف عند حدود سلطة الانتداب، حيث وقَّع مفوض فرنسي على هذه الاتفاقية عن لبنان، الذي لم يكن قد نال استقلاله عن السلطة الفرنسية بعد.

الظاهرة الثانية، تؤكد أن الرعيل الأول من اللبنانيين الذين سافروا إلى المملكة العربية السعودية في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، قاموا بمهمات وطنية وقومية مؤثرة في بلورة أسس العلاقات العربية - العربية، وتوفير الخبرات اللازمة للدولة السعودية التي كان الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود يطمح لبنائها منذ سيطرته على الرياض ومنطقة نجد بكاملها. وتجسدت هذه الظاهرة بتولي اللبناني د. فؤاد حمزة كتابة وثيقة الصداقة مع لبنان، بصفته مستشاراً شخصياً للملك عبد العزيز، يقوم بعدد من الملفات المهمة.

العلاقات اللبنانية - السعودية ستبقى أقوى من حملات الضغط والابتزاز التي تتعرّض لها، كلما اهتزت حبال الصراع الإقليمي مع إيران!