بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 أيلول 2020 07:20ص كفى تخريباً لقلب بيروت..

حجم الخط
الرسالة التي تعمَّد ثوار ١٧ تشرين إيصالها إلى الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون في «تظاهرة يوم الغضب الكبير»بعد ظهر أمس في ساحة الشهداء، تعرضت لعملية تشويه بشعة، من خلال أعمال العنف والتخريب التي قامت بها مجموعات الشغب، وأدت إلى مزيد من الخراب والدمار في الأملاك العامة والخاصة، وإشعال الحرائق في المباني والمؤسسات.

 ثمة إصرار لدى جهات أصبحت معروفة على إجهاض الحراك السلمي والحضاري لإنتفاضة تشرين، والتي حظيت بإعجاب وتقدير كبيرين في الداخل والخارج، عطفاً على الروح الوطنية الشاملة التي أظهرتها، إلى جانب الأداء الديموقراطي وخيم الندوات والنقاشات التي جمعت النخب الفكرية والثقافية مع حشود من شباب وشابات الحراك، لتعزيز المفاهيم الواعية للإصلاح والتغيير بالأساليب السلمية والديموقراطية، بعيداً عن كل الممارسات العنفية.

 عدم قيام القوى الأمنية في تنفيذ تدابير إستباقية لمنع وصول مجموعات الشغب إلى ساحات بيروت وشوارعها، يُرجّح كفة الإتهامات التي توجه إلى بعض الأجهزة والقوى النافذة في تشجيع هذه المجموعات على القيام بمثل هذه التعديات، التي لا تمت إلى الإنتفاضة بصلة.

 كما أن سكوت قوى الإنتفاضة عن مثل هذه الممارسات، وعدم إعلان موقف واضح وصريح بإدانتها، يزيد الأمور إلتباساً في أوساط جمهور الإنتفاضة الذي تحمل تداعيات البطالة والفساد وشح السيولة وإرتفاع الأسعار بشكل سريع وجنوني، إلتزاماً بشعارات التغيير وإسقاط الطبقة السياسية الفاسدة.

 وتكرار حوادث التخريب والتعديات في قلب بيروت، خاصة بعد الدمار الذي لحق بأحيائها في إنفجار المرفأ الزلزالي، يُضاعف من نزيف العاصمة، ومعاناة أهلها ومرافقها الحيوية، التي تُقاوم في زمن الكورونا، وفي ظل إهمالٍ متمادٍ من قبل أصحاب الحل والربط في هذه السلطة الفاسدة والعاجزة.

 كفى ..كفى .. هذه الزعرنات وما تضمره من حقد على بيروت، ومن تآمر على الإنتفاضة، وإعتداءات على المباني والمؤسسات، التي تكافح ضد تسونامي الإفلاس الذي يجتاح البلد!