بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تشرين الأول 2018 12:50ص لغز الخاشقجي والمكيدة ضد السعودية

حجم الخط
مأساة اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي تحوّلت إلى لغز استخباراتي من العيار الثقيل، نظراً للملابسات والتداخلات والغموض المحيط بكل تفصيل فيها.
وعلى أمل أن تتمكن التحقيقات التركية - السعودية المشتركة من جلاء حقيقة هذه المأساة، وكشف رموز وتعقيدات هذا اللغز المُحيّر، ثمة ملاحظات وتساؤلات مشروعة، يفرضها المنطق على أي تفكير عقلاني، يحاول مقاربة وقائع هذه الحادثة الملتبسة.
وهذا بعضها على سبيل المثال لا الحصر:
١- لماذا قصد جمال خاشقجي قنصلية إسطنبول لإنجاز معاملة روتينية عادية، والحصول على إفادة بأنه مُطلّق، ويحق له بالتالي إبرام عقد زواج مدني؟ علماً أنه كان بإمكانه إتمام هذه المعاملة البسيطة في قنصلية واشنطن، حيث كان يقيم ويعمل في الفترة الأخيرة.
٢- كان جمال خاشقجي يُعتبر من المقرّبين لأصحاب القرار في القيادة السعودية، حيث شغل منصب المستشار الشخصي لمدير المخابرات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز، ثم أسس وتولى منصب رئيس التحرير لجريدة الوطن التي أصدرها الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، وبقي في منصبه طوال ١٢ سنة، حققت خلالها الجريدة الفتية انتشاراً مرموقاً.
٣- وبقي على تعاونه وعلى علاقته الوثيقة مع الأمير تركي الفيصل خلال توليه منصب سفير المملكة في لندن ثم في واشنطن، مما يؤكد حجم الثقة الكبيرة التي كان يتمتع بها الخاشقجي في دوائر القرار السعودي.
٤- عندما قررت السلطة السعودية إيقاف البث التجريبي لتلفزيون «العرب» الذي كان الأمير الوليد بن طلال ينوي إطلاقه كفضائية إخبارية من قطر، التزم الخاشقجي، المُعيّن مديراً للمشروع، وعاد إلى الرياض ليتابع حياته المهنية.
٥ - لم تتخذ مقالات الخاشقجي ولا مقابلاته التلفزيونية طابع الحملات على القيادة السعودية، بل بقيت أشبه بالانتقادات التي تنشرها الصحف السعودية من واقع الحياة اليومية للمواطنين.
إزاء هذه المعطيات يكبر اللغز المحيط باختفاء الخاشقجي، ويطرح أكثر من سؤال عن المكيدة الاستخباراتية الخبيثة التي تتعرّض السعودية لها حالياً، ودوائر الشرّ التي تتربّص بسمعة المملكة ومكانتها العربية والإسلامية والعالمية، وما يمكن أن تتعرّض له من ابتزازات مفضوحة نتيجة هذه القضية الملتبسة!