بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 أيار 2019 01:10ص ليالي رمضان بين بيروت وصيدا..!

حجم الخط
تودّع بيروت شهر رمضان المبارك، وفي نفوس أهلها ألف غصّة وغصّة، على ما آلت إليه أوضاع العاصمة في هذا الشهر الفضيل، بعدما كانت في السنوات الخوالى قبلة المدن اللبنانية، بزينة شوارعها، وحركة أسواقها، وأجواء الصيام والإفطار والسهر التي لا تهدأ قبل صلاة الفجر.

الزينة اختفت من الشوارع والساحات، واقتصرت على شكل هزيل للهلال، تم تعليقه بشكل عشوائي على أعمدة الإنارة، وحركة الأسواق تلاشت لانعدام النشاطات المحفزة، وأجواء الشهر المبارك اقتصرت على إفطارات الجمعيات والمؤسسات الخيرية، وعلى صلاة التراويح في المساجد إثر صلاة العشاء.

أما ملايين الدولارات المخصصة لزينة الأعياد والمناسبات، فلم يبدو لها أثر طوال شهر رمضان، وأما وعود البلدية في تنظيم النشاطات الرمضانية فبقيت «على الوعد يا كمون»، وأما نواب المدينة فكانوا ضيوف الإفطارات، مثل بقية المدعوين من عباد الله المؤمنين!

وعلى مسافة عشرات الكيلومترات من بيروت، كانت صيدا، عاصمة الجنوب، تعيش ليالي رمضان بأحلى أجواء من الفرح والبهجة والسرور، من خلال النشاطات اليومية والمتواصلة التي نظمتها نائب المدينة السيدة الجليلة بهية الحريري، ولقيت كل تعاون وتجاوب من البلدية، رئيسها المهندس محمد السعودي والأعضاء، وبقية فاعليات المدينة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فحققت بذلك نقلة نوعية للحركة السياحية في صيدا، التي تحوّلت إلى قبلة للزائرين، ليس من المحيط والجنوب وحسب، بل وأيضاً من بيروت والشمال والبقاع.

وعزّز برنامج دعوات الوفود من سياسيين وفنانين ومثقفين وممثلين من مختلف المناطق لتمضية سهرة رمضانية شيقة، تجمع بين التراث الشعبي وحرف الحلوى اليدوية، والتعرف على المواقع الأثرية، مستوى هذه المبادرة الحيوية، وغير المسبوقة، في تاريخ عاصمة الجنوب، والتي حوّلت لياليها إلى ساعات من الفرح والمرح، لبّت رغبات الكبار والصغار، وأعادت إلى صيدا مكانتها التاريخية على خريطة الوطن.

أما بيروت فبقيت شوارعها مظلمة ومقفرة طوال الشهر الفضيل، واقتصرت النشاطات فيها على موائد الرحمن المنتشرة في بعض الأحياء، والبلدية بقيت غائبة عن أي نشاط تراثي أو ثقافي أو فني، يحيي الليالي الرمضانية!

وكأن بيروت وأهلها وتاريخها العريق لا علاقة لهم بهذا الشهر المبارك!