بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 كانون الثاني 2024 12:05ص ماذا سيسمع هوكشتاين في بيروت؟

حجم الخط
زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت اليوم ستختلف عن سابقاتها في المضمون، وإن حافظت على شكليات المظهر، بالنسبة لجولة زياراته على المراجع الرسمية، وبعض القيادات السياسية. 
الإختلاف عن المحادثات السابقة يبدأ بالطروحات الجديدة التي يحملها لتبريد الجبهة مع العدو الإسرائيلي، مع ما تتضمنه تلك الطروحات من إغراءات للبنان، تبدأ بالإنسحاب الإسرائيلي من مزارع شبعا والغجر اللبنانية، ووضع تلال كفرشوبا في عهدة قوات الأمم المتحدة، وصولاً إلى ترسيم الحدود البرية.
ما سيسمعه هوكشتاين في بيروت هذه المرة، يختلف كثيراً عن المرات السابقة، حيث سيبدو الجانب اللبناني، وبالتنسيق بين الرئيس نجيب ميقاتي من جهة، والرئيس نبيه برّي وحزب الله من جهة ثانية، أكثر إستعداداً من ذي قبل للخوض في تفاصيل الطروحات الاميركية، والعمل على تحويل التصعيد الحالي في الجنوب، إلى فرصة للتوصل إلى حل يُنهي الإحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية، ويُعيد الوضع الحدودي إلى ما كان عليه وفق إتفاقيات الهدنة الموقعة مع الكيان الصهيوني منذ عام ١٩٤٨. 
ولكن لعل أهم ما سيسمعه هوكشتاين، يتعلق بإمكانية البدء في الخطوات الأولية، في حال إعلان واشنطن التوجه الجدي لإنهاء الحرب على غزة، والوصول إلى قرار جدّي بوقف النار في القطاع، على أن يبدأ التنفيذ بعد وقف العدوان على غزة، وهدوء الجبهة في الجنوب اللبناني. 
وسيلمس الوسيط الأميركي رغبة لبنان في عدم تصعيد المواجهة في الجنوب، شرط إلتزام الجانب الإسرائيلي بقواعد الإشتباك السابقة، ووقف الغارات الجوية، وعمليات المسيّرات، التي أدت في الفترة الأخيرة إلى تسخين الجبهة، ونقلها إلى شفير الإنفجار الواسع.
والمعلومات الأولية تُشير إلى أن هوكشتاين لن يحمل معه تهديدات إسرائيلية، كما فعل الوسطاء الأوروبيون، بل سيكتفي بالتركيز على الحصول على تأكيدات لبنانية، رسمية وحزبية، بتنفيذ مندرجات القرار ١٧٠١، وتسليم منطقة جنوب الليطاني للجيش اللبناني وقوات اليونيفل، وإنكفاء حزب الله إلى الداخل الجنوبي، وترك المناطق الحدودية المواجهة للمواقع الإسرائيلية في الأراضي المحتلة. 
طبعاً، ليس من المتوقع أن يظهر المشهد الجديد في الجنوب بكبسة زر، أو في الأيام القليلة المقبلة، ولكن مسار الإنفراج سيشق طريقه تدريجياً نحو الأهداف المحددة، بمجرد وقف حرب الإبادة وعمليات التدمير الإجرامية في غزة. 
وغني عن القول أن نجاح الوساطة الاميركية في محطاتها الرئيسية، سيفتح الأبواب المغلقة أمام الإنتخابات الرئاسية، وعودة مندوبي اللجنة الخماسية القطري والفرنسي إلى بيروت، لتحريك الجمود الحاصل في الحركة الرئاسية، على أساس أن إنجاز الإستحقاق الرئاسي وتشكيل الحكومة الإصلاحية، سيشكل الخطوات الأولى لخروج لبنان من دوامة الأزمات المتراكمة.