تحقّق المملكة السعودية خلال الأيام المقبلة خطوة جديدة ومهمة على درب التطوّر والحداثة، الذي تقوده القيادة السعودية بكل شجاعة، بإشراف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبمتابعة مباشرة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
الأول من حزيران هو موعد تمكين المرأة السعودية من قيادة السيارة، في خطوة غير مسبوقة في تاريخ المملكة، ولكنها تنطوي على جملة من المدلولات الفارقة في مسيرة المجتمع السعودي، يمكن التوقف عند بعضها، على سبيل المثال لا الحصر:
١- تمكين المرأة السعودية من قيادة السيارة، يعتبر بداية لمرحلة جديدة من المسيرة النسائية السعودية، التي انطلقت حالياً نحو آفاق واسعة، تجاوزت المهمات المحدودة التي أسندت لها في الحياة العامة سابقاً، وكان أهمها تخصيص ثلث مقاعد مجلس الشورى للنساء.
2- مجالات الأعمال الاستثمارية الحرة أصبحت متاحة أمام المرأة السعودية، سواء بالنسبة لتأسيس الشركات وترؤس مجالس إداراتها، أو الاستعانة بقدرات نسائية في إدارة أعمالها، واقتناء أسهم الشركات المدرجة في الأسواق المالية، فضلاً عن السماح للعنصر النسائي في العمل في المحلات والمؤسسات التجارية.
3- يمكن القول أن المرأة السعودية بدأت تأخذ مكانها الطبيعي في الحركة الاجتماعية، بما تمثله من إمكانيات وطاقات تكمل دورة الحياة الذكورية في الحياة العامة، حيث برزت عدة جمعيات ناشطة في تقديم شتى الخدمات الاجتماعية والطبية والرعوية والتربوية، برئاسة أميرات وسيدات نذرن أنفسهن لخدمة أصحاب الحالات الخاصة، والمحتاجين للدعم والمساعدة في بيئاتهم المختلفة.
4- أصبحت المرأة السعودية أكثر ظهوراً في المناسبات الوطنية والعامة، وفي إطار الحرص على مراعاة الأصول الشرعية، والتقاليد الاجتماعية، والمسارعة إلى انتقاد ورفض المظاهر التي تخرج عن المألوف، أو تتعارض مع المزاج العام السعودي، ومعتقداته الدينية، وطبائعه العائلية، ولعل ما حصل من رفض واستهجان لعروض السيرك الروسي، أدى إلى إقالة رئيس مؤسسة الترفيه فوراً من منصبه، لدليل على مدى حرص القيادة السعودية على عدم التفريط بالثوابت الإيمانية والعادات الاجتماعية، التي تُشكّل أساس التراث الوطني السعودي، وبما لا يتعارض مع استمرار مسيرة التطوير والتحديث التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
مسيرة الإنماء والحداثة انطلقت بقرارات قوية وواعدة، معلنة بداية مرحلة شابة وجديدة في تاريخ المملكة السعودية الحديث.