بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 شباط 2019 12:08ص مستشفى الفنار: فضيحة أم صفقة عقارية؟

حجم الخط
فضيحة مستشفى الفنار للأمراض العقلية والنفسية، واحدة من المشاكل المزمنة بين وزارة الصحة والمستشفيات الخاصة، التي تستقبل مرضى على حساب الوزارة، ولا تتلقى مستحقاتها في الأوقات المناسبة، فتتراكم الأموال في ذمة الوزارة سنة بعد سنة، وتصل أرقامها إلى المليارات من الليرات.
مستوى الإهمال والتردّي الذي بلغته الخدمات الأساسية في هذا المستشفى، غير مقبول، بل هو مُستنكر ومُدان، بجميع المقاييس الإنسانية أولاً، وبمختلف معايير المعالجات الطبية، خاصة وأن المرضى غير قادرين على التعبير عن معاناتهم دائماً، وأهلهم أهملوا متابعة علاجهم وأوضاعهم، بعد إيداعهم في هذا «المنفى»!
مسارعة وزير الصحة جميل جبق إلى زيارة المستشفى والإطلاع مباشرة على حالته المتردية، خطوة جيدة وجدّية من قبل الوزير المعني لمعاينة هذا الواقع المأساوي بالعين المجردة، ولكن قراره بنقل المرضى إلى مستشفيات مختلفة، لا تتوفر فيها الاختصاصات اللازمة للمصابين بأمراض عقلية ونفسية، قد يكون فيه بعض التسرّع، لأنه لا يساعد على توفير معالجة المصابين بشكل علمي وفعال، إلى جانب تشريد العاملين في المستشفى من وظائفهم.
لا بد من تذكير المعنيين بهذه القضية الإنسانية أن هذا المستشفى الذي أنشأه أول طبيب أمراض عقلية ونفسية في لبنان المرحوم د. عبد الرحمن اللبان، وزير الصحة في حكومة الرئيس شفيق الوزان مطلع الثمانينات، هذا المستشفى بالذات كان نموذجياً ووحيداً من نوعه وفي اختصاصه في لبنان، إثر إقفال مستشفي الأمراض العقلية في الحازمية أواخر الستينات من القرن الماضي، وكان محاطاً بمساحات خضراء على هضبة مشرفة على ما حولها، وفق أحدث مواصفات المصحات المماثلة، فضلاً عن التجهيزات الحديثة التي تم اعتمادها في فترة التأسيس.
ولكن تراكم مستحقات وزارة الصحة، وانعدام المراقبة الرسمية، وإهمال الأهالي لمرضاهم، وتفاقم العجز المالي للقائمين على هذا المشروع الإنساني، كلها عوامل تفاقمت مع مرور الزمن، وحوّلت هذا المستشفى إلى فضيحة مجللة!
ولكن هل وراء هذه الضجة المفاجئة صفقة عقارية لبيع هذه الهضبة الجميلة لمصلحة أحد النافذين..؟