بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 تشرين الثاني 2018 12:06ص مصالحة بكركي والإستحقاق الرئاسي المقبل

حجم الخط
المصالحة الشخصية التي تمت أمس بين سليمان فرنجية ود. سمير جعجع برعاية البطريرك بشارة الراعي في بكركي، لا تعني حزبي القوات والمردة ومناصريهما فقط، ولا تهم المسيحيين وحدهم، بقدر ما هي مصالحة وطنية بإمتياز، تعني كل اللبنانيين.
 أربعون سنة من مشاعر الحقد والثأر والكراهية بين الطرفين، طُويت صفحاتها السوداء، وطُويت معها ذكريات ومشاهد تلك الأيام الدموية والمفجعة، التي كان فيها السلاح هو لغة الحوار الوحيد طوال سنوات الحرب العبثية، والتي تنقلت مآسيها بين مختلف المناطق اللبنانية، حاصدة آلاف الضحايا، ومدمرة ثقافة الحياة، و ناشرة بذور التشرذم والتفتت والتقاتل، بين أبناء المنطقة الواحدة والطائفة الواحدة.
 المصالحة بين فرنجية وجعجع، هي في الواقع إعلان لبلسمة الجراح بين زغرتا و بشري، وإيذاناً بإعادة الجسور بين الشمال الماروني والجبل المسيحي، وخاصة بلاد كسروان، التي تحتضن المرجعية المسيحية الأولى، التي تولت إحاطة اللقاء أمس برعايتها، بعد إنتظار دام عقوداً من الزمن.
 يمكن إعتبار مصالحة القوات والمردة بمثابة الحلقة الأخيرة في مسلسل المصالحات المسيحية - المسيحية، بعد الخطوة الأولى التي تمت بين الكتائب والمردة منذ سنوات، والمصالحة الأخيرة بين القوات والتيار الوطني الحر، عشية الإنتخابات الرئاسية.
 ولكن هذه المصالحات، على أهميتها مسيحياً ووطنياً، تبقى ناقصة إذا لم تتبعها خطوات مماثلة على مستوى الطوائف الأخرى، وصولاً إلى عقد مؤتمر وطني شامل للتسامح بين كل الأطراف اللبنانية، لطوي كل صفحات الحرب، وتداعياتها المأساوية والوطنية.
 ويبقى من المبكر الحديث عن الأبعاد السياسية لهذه المصالحة ونتائجها، على الصعيد الداخلي، وخاصة بالنسبة للخريطة السياسية المسيحية، وموازين التحالفات القائمة حالياً، وأهمية ما جرى أمس في بكركي في مسار الإستحقاق الرئاسي المقبل، ولو بعد أربع سنوات!