بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 كانون الأول 2019 06:02ص مع دياب: الكحل أفضل من العمى..!

حجم الخط
على طريقة «الكحل أفضل من العمى» بدأ تكليف د. حسان دياب يشق طريقه نحو القبول الداخلي والخارجي على السواء.

مؤشرات الداخل ظهرت باكراً من خلال تخلّي تيّار المستقبل عن ترشيح نواف سلام في اللحظة الأخيرة قبل بدء الاستشارات، الأمر الذي فتح الطريق أمام تكليف دياب من دون منافسة جدية. وتبقى مشاركة «المستقبل» في الحكومة من خلال ترشيح أصحاب الاختصاص والكفاءات المشهود بنظافتهم، احتمالاً وارداً بقوة، على خلفية التفاهم الذي تمّ بين الحريري والثنائي على تسهيل تأليف الحكومة الجديدة، تجنباً لسقوط السقف فوق رؤوس الجميع.

ومن المؤشرات الداخلية ذات الأبعاد الملفتة، البيان الصادر عن اللجنة المركزية لحراك العسكريين المتقاعدين الذي أيّد فيه تكليف دياب، داعياً لتسهيل مهمته في تشكيل الحكومة التي ستبقى قيد المراقبة والمتابعة تحت طائلة العودة إلى الشارع والاعتصامات في حال أخفقت في تحقيق مطالب الانتفاضة.

وكذلك فإن غياب الاعتراضات الجدية على التكليف، من معظم الأطراف السياسية يؤشر إلى عدم وجود معارضة حقيقية لشخصية الرئيس المكلف، الذي يبدو وكأن نجمه ظهر فجأة في سماء الاستشارات نتيجة تفاهمات دولية - إقليمية، وصلت موجاتها إلى الجهات المعنية في الداخل.

كلام الدبلوماسي الأميركي دايفيد هيل بعد جولاته على الرؤساء الثلاثة، يوحي وكأن واشنطن لم تكن بعيدة عن تكليف نائب رئيس الجامعة الأميركية في بيروت بتشكيل الحكومة العتيدة، مع حرصه على التأكيد بضرورة مراعاة معايير المجتمع الدولي في تأليف حكومة من الاختصاصيين المستقلين، القادرة على وضع خطة إنقاذية تستعيد ثقة الدول المانحة، حتى يستطيع لبنان الحصول على المساعدات بالسرعة اللازمة لإنعاش اقتصاده، والسيطرة على الأزمة النقدية الراهنة.

الكلام الأميركي في بيروت لاقاه كلام فرنسي مماثل من باريس، يُركّز على أهمية الهيكلية التي ستُعتمد في تشكيل الحكومة اللبنانية، بعد إنجاز خطوة التكليف وتسمية حسان دياب.

أما ما يشهده بعض شوارع بيروت من قطع طرقات وتجمعات، فيبقى من إنتاج بعض الجهات المتضررة من تكليف دياب، والتي تحاول استغلال الواقع الاجتماعي لفئات شبابية معينة، بهدف التشويش على عملية التأليف لاحقاً!

«الكحل أفضل من العمى»... وإنجاز الاستشارات وتكليف دياب يبقى أفضل بكثير من حالة الضياع التي كانت سائدة في متاهات الانهيار!

يبقى السؤال الأساس: متى التأليف بعد حصول التكليف؟