بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 كانون الثاني 2018 12:09ص معاناة السوريين مآسٍ يومية..

حجم الخط
جُثث العائلات السورية التي تجمّدت بالجليد، وطمرتها الثلوج في معابر التهريب الجبلية، تجسّد مأساة الغالبية العظمى من الشعب السوري، حيث اضطر الملايين إلى ترك منازلهم، ومغادرة مدنهم وقراهم، وأصبحوا نازحين ومشرّدين في أنحاء المعمورة، عابرين شتى طرق اللجوء والدخول غير الشرعي، بعدما سُدّت الأبواب الشرعية في وجوههم، وتنكرت لهم المجتمعات القريبة والبعيدة.
لا فرق بين الأطفال والنساء والشيوخ الذين قضوا على سفوح جبال لبنان، وبين أولئك الذين ماتوا غرقاً في البحار، وقذفت الأمواج أطفالهم إلى شواطئ البلدان المتاجرة بأجسادهم ولقمة عيشهم، في مشهد الطفل إيلان كردي، الذي هز العالم، ودفع عواصم القرار الدولي إلى التحرّك للتخفيف من معاناة الشعب السوري المنكوب.
ما يجري في سوريا، سواء في الميادين العسكرية، أو في الكواليس الديبلوماسية، هو في الواقع وصمة عار على جبين المجتمع الدولي، وفي سجل كل دولة تساهم في تسعير النيران السورية، ولا تساعد على فتح أبواب الحل السياسي، بشكل جدّي وصارم، بحيث يتم فرض خريطة الطريق لإنهاء الحرب والدخول في العملية السلمية، ولو بالقوة، على جميع الأطراف المشتبكة في هذه الحرب القذرة، والتي انحرفت عن أهدافها الأساسية، وتحوّلت إلى معركة بين أطراف إقليمية ودولية على اقتسام السلطة والنفوذ، في هذا البلد العربي المحوري.
أعيدوا إلى هذا الشعب العربي أمنه واستقراره، وارفعوا أيديكم عن سوريا العربية، وكفى استغلالاً ومتاجرة بدماء السوريين وأرواح أطفالهم الأبرياء!