بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 تموز 2019 12:28ص «مفاوض الجمهورية» نجح حيث فشل السياسيون!

حجم الخط
التقدّم الذي أحرزه اللواء عباس إبراهيم في معالجة مضاعفات حادثة قبرشمون، وتحضير الأجواء المناسبة لمصالحة «سـيّد المختارة» مع «أمير خلدة» برعاية مباشرة من رئيس الجمهورية، يستحق عليه المدير العام للأمن العام لقب «مفاوض الجمهورية»!

كلما تقطعت السبل بأهل الحل والربط من السياسيين، داخل السلطة وخارجها، تتوجّه الأنظار إلى اللواء عباس إبراهيم، الذي استطاع، بحنكته وبراعته، نسج علاقات الثقة مع مختلف الأطراف السياسية، وخاصة أهل الحكم، وأصبح همزة الوصل الناشطة دائماً بين أصحاب القرار، العاملة على تقريب وجهات النظر وتدوير الزوايا، وطرح المخارج المعقولة والمقبولة التي تشعر معها كل الأطراف بأنها راضية، وتلبي جُل مطالبها، على اعتبار أن التسويات لا تحقق كل المطالب عادة.

وتجربة المدير العام للأمن العام بالتفاوض ليست وليدة الأمس، بل بدأها منذ كان مسؤولاً لفرع المخابرات في الجنوب، حيث نجح في المفاوضات المعقدة والمتشعبة مع الفصائل الفلسطينية في مخيم عين الحلوة، واستطاع فكفكة الصراعات والتنافسات بين الجماعات المسلحة داخل المخيم، وحماية صيدا وأمن الجنوب من شرور المجموعات المتطرفة، بالتعاون مع الفصائل الرئيسية في المخيم، وخاصة فتح وحماس.

 ومنذ اندلاع الحرب في سوريا، تمكن من اختراق جماعات المعارضة المسلحة، وفتح قنوات حوار معهم للإفراج عن عدة مجموعات من الرهائن، بدءاً بالحجاج اللبنانيين العائدين من النجف والذين تم أسرهم في بلدة «اعزاز» في ريف حلب، شمال سوريا، إلى إطلاق راهبات دير معلولا من قبضة تنظيم النصرة، إلى تحرير العسكريين اللبنانيين الذين كانوا رهائن مع مسلحي النصرة في جرود عرسال.

أما المهمات الأمنية فبقيت بعيدة عن الإعلام، ومحاطة بسرية تامة، ومعظمها رسائل ولقاءات مع رؤساء الدول والأمراء، وكبار القيادات الأمنية، ومحورها في معظم الأحيان اللبنانيين المعتقلين في تلك البلدان لأسباب ذات طابع أمني حسّاس، حيث أفلح في إطلاق سراح العديدين منهم، كما حصل مع العائدين من سجون أبوظبي قبل بضعة أسابيع.

لقد أكدت تجربة اللواء عباس إبراهيم أن الأمن والسياسة صنوان لا يفترقان، خاصة عندما تتوفر الحكمة والحنكة والنفس الطويل مع القدرة على فكفكة العقد المستعصية!

«مفاوض الجمهورية» نجح حيث فشل الكثير من السياسيين!