بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 تموز 2020 08:14ص من البطريرك إلى العميد إنتهت مرحلة الصمت..؟

حجم الخط
من خطاب البطريرك الراعي الوطني على مشارف وادي قنوبين، إلى صرخة العميد شامل روكز في ساحة الشهداء، تجلى المشهد اللبناني بأكثر الخطوط سواداً، وتجاوزت أصداء آلام الوجع الوطني جنبات الوادي المقدس، وكادت تصم آذان الشهداء المعلقين في تمثالهم وسط الساحة التي طالما إحتضنت إنتفاضات الشعب الثائر على سلطة القهر والظلم، والمتمرد على طواغيت الفساد والإستبداد.

 لقد أكد البطريرك على أهمية «وصفة الحياد»، ليخرج البلد من مسلسل الأزمات وأمراض الفقر والعوز التي ضربت الشعب اللبناني، مسلميه ومسيحيِّيه، وأوصلت البلاد إلى الإفلاس، بسبب خروج الوطن الصغير عن ثوابته في الحياد عن صراعات الإقليم، وتنطُّح البعض للقيام بمهمات خارج الحدود لا طاقة للبلد وأهله على تحمل تبعاتها، فأصبح بين ليلة وضحاها معزولاً عن الأشقاء في الشرق، وعن الأصدقاء في الغرب.

 أعاد البطريرك إلى الذاكرة أيام الزمن الجميل، زمن الإزدهار والبحبوحة التي كان ينعم بها جميع اللبنانيين، لأن سياسيِّي ذلك الزمان عرفوا كيف يُحافظوا على توازنات السياسة الخارجية، وتحييد لبنان عن تصادم الأحلاف والمحاور، وجعل البلد مقصداً للملوك والأمراء وكبار رجال الأعمال في العالم.

 العميد شامل روكز لم يكتفِ بتظهير الصورة الوطنية الجامعة عبر حشود العسكريين السابقين في ساحة الشهداء، بل عمد إلى إعلان طلاقه من المنظومة السياسية الفاسدة، وتحميل أهل السلطة الحالية مسؤولية هذا الفشل الذريع في التصدي للأزمات المالية والمعيشية الراهنة، والعجز عن معالجة أسباب المحنة التي تتخبط فيها البلاد والعباد.

 وكانت صراحته بمستوى الكارثة التي يعيشها اللبنانيون، في مختلف مناطقهم، وعلى إختلاف طوائفهم، حيث وجه سهامه مباشرة إلى جماعة العجز والفساد، المتلطين بشعار «ما خلونا نشتغل»، وطالبهم بالخروج من السلطة وترك المجال لمن هو قادر على العمل والإنجاز.

 أهمية المواقف التي أعلنها العميد المتمرد على القيود العائلية، تكمن بتأكيد خروجه نهائياً من صفوف الطاعة والإستسلام لفساد السلطة وتعثرها، وإنضمامه الحاسم إلى ثوار ١٧ تشرين، وإنحيازه النهائي إلى هذا الشعب المقهور.

 من مبادرة البطريرك المعارض، إلى صرخة العميد المتمرد، يبدو أن البلد دخل في مرحلة جديدة، سقطت فيها الأقنعة، وأنهت مبررات الصمت .. والنفاق.