بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 تشرين الأول 2019 06:10ص من الذهبية الضائعة إلى نابليون الثالث..!

حجم الخط
يحار المرء بوصف الوضع اللبناني الحالي، بعدما بلغ الإهتراء هذا الحد غير المسبوق، وما يقابله من ضياع وإرباك على مستوى أهل القرار.

 لم تعد الأوصاف العادية والمباشرة تكفي للتعبير عن المأساة التي تكوي بآلامها الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، فكان لا بد من الإستعانة بالروايات التاريخية، والطرائف الشعبية، لتصوير الوضع الراهن بإيحاءات لا تخلو من الفكاهة والسخرية، على إعتبار «أن شر البلية ما يضحك».

 الطرفة الأولى يحكيها الرئيس فؤاد السنيورة على طريقته الظريفة: يُروى أن رب عائلة كان عائدًا إلى منزله في شارع مظلم إلى أن وصل إلى زاوية في ركنها عامود يكاد ضوء لمبته يصل إلى الرصيف، حيث وجد رجلاً يروح ويجيء وكأنه أضاع شيئاً ما. فأقترب منه وسأله هل تبحث عن شيء يا رجل؟ فأجابه سقطت مني ليرة ذهبية في الطريق، ومضى عليّ بعض الوقت ولم أعثر عليها بعد. فعاد يسأله: أين سقطت منك الذهبية؟ فأجاب: هناك... مشيراً بيده إلى الرصيف الآخر! فإستغرب رب العائلة وصرخ بالرجل: سقطت هناك.. ولماذا تبحث عنها هنا؟ فرد الرجل ببساطته: هناك ظلمة... وهنا في بعض النور !!

يبدو أن حال أهل الحكم مثل حالة هذا الرجل، يبحثون عن حلول للأزمة المالية المتفاقمة بعيداً عن الملفات الأساسية والمشاكل الواقعية!!

الطرفة الثانية يحكيها المحامي القدير جوزيف عريجي، والد الوزير السابق روني عريجي، فيقول بلهجته الزغرتاوية المحببة: عندما إندلعت فتنة ١٨٦٠ في الجبل، أرسل حاكم فرنسا نابليون الثالث بعثة طبية فرنسية لتساعد في إسعاف الجرحى من الموارنة، ولاقت المبادرة الأمبراطورية صدىً واسعاً في الأوساط المارونية. بعد بضعة أشهر سقط الأمبراطور الفرنسي عن عرشه، في خضم الإرهاصات التي رافقت مخاض الثورة الفرنسية، فما كان من موارنة كسروان إلا أن تظاهروا مستنكرين إزاحة نابليون الثالث، ومطالبين بعودته إلى العرش!!

 ويخلص صاحب الطرفة إلى القول: ما زال اللبنانيون حتى اليوم يعتقدون أن بإمكانهم تغيير مسار الأحداث في العالم!!