على صورة المجتمع البيروتي النقيّة، وتنوّعه الوطني والاجتماعي، ومن صُلب معاناة بيروت ووجع أهلها، وُلدت لائحة «بيروت الوطن»، مع مجموعة من الشخصيات المشهود لها بمصداقيتها، والمعروفة بتجربتها الطويلة في العمل الوطني، فضلاً عن اعتدالها وانفتاحها، واعتمادها الحوار سبيلاً لمعالجة مشاكل البلد.
بعيداً عن خطاب «شدّ العصب»، والتلاعب بالأوتار الطائفية والمذهبية، اختار أعضاء لائحة «بيروت الوطن» الخطاب الوطني الواضح، ومخاطبة عقول الناس لا غرائزهم، كما يفعل آخرون، واعتماد منطق الإقناع بدل أساليب الإثارة الرخيصة.
لا وعود سحرية، ولا شعارات استهلاكية، ولا بيانات بلاغية، بل برنامج عملي، يتضمن مجموعة من البنود الحيوية، بالنسبة لبيروت وأهلها، يطرح القضايا اليومية التي تهمّ سكان العاصمة، ويتصدّى للمشاكل التي يشكو منها البيارتة، ويحاول وضع اليد على الحلول والمعالجات المجدية والجدّية.
بقاء الظلمة ليس إنجازاً، واستقدام البواخر ليس حلاً، وغياب الحل الجذري لأزمة النفايات ليس نجاحاً. عودة الكهرباء تتطلب بناء محطات لتوليد الطاقة الكهربائية، إلي جانب اعتماد مصادر الطاقة النظيفة والبديلة، والتخلص من النفايات يفرض اللجوء إلى معامل تحويل النفايات إلى طاقة، وليس إنشاء محرقة تلوث البيئة وتسمّم الهواء.
عدم وجود فرص عمل للشباب، وتراجع الأوضاع الاقتصادية والمالية، ووصول البلد إلى شفير الإفلاس، كما أعلن رئيس الجمهورية نفسه الأسبوع الماضي، يؤكد عدم وجود خطة للنهوض الاقتصادي، ولا رؤية لإصلاحات حقيقية في الهيكلية المالية، للحد من الهدر والفساد والإنفاق غير المجدي، فضلاً عن لا مبالاة متمادية تجاه الأجيال الشابة، التي اختارت العمل في الخارج، سعياً وراء لقمة عيش كريمة، وبحثاً عن بيئة سياسية واجتماعية نظيفة ومستقرة!
الخطوة الأولى في رحلة «الألف ميل» انطلقت أمس، وستتبعها الخطوات الأخرى!