بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 شباط 2020 08:40ص من مار مارون إلى الفاتيكان

حجم الخط
كلام المطران بولس عبد الساتر في عظة ذكرى مار مارون لا يعني أبناء رعيته فقط، بقدر ما يُعبر عن معاناة الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، من هذه الطبقة السياسية الفاسدة، التي تسلطت على الناس، ونهبت الدولة، وأوصلت البلد إلى هذه الدوامة من الإفلاس والإنهيار.

 كلام المطران بولس عبد الساتر الجريء والصريح يُجسد صرخة شباب وشابات لبنان المنتفضين منذ أربعة أشهر، ولم يرف جفن واحد من جفون أهل السلطة، الذين تمسكوا بسياسة الإنكار والإستكبار، ورفضوا التخلي عن مغانم الحكم، والتسلط على رقاب الناس، والإمعان في غيّ الفساد والإرتكابات المالية الفاضحة.

 لقد أعاد مطران بيروت الماروني الروح إلى المعادلة التي يقوم عليها الحكم العادل: إما إصلاح الخلل والإنجاز وتلبية مطالب الناس وتأمين حاجياتهم، وإلا الرحيل عن السلطة .. والإستقالة أشرف.

 العظة المدوية تجاوزت السقوف التي وضعتها بكركي، ووصلت إرتداداتها إلى الفاتيكان، الذي يُتابع عن كثب مجريات التطورات اللبنانية، ويدعم تحرك الشباب، الذين يعتبرهم البابا فرنسيس في خطابه اليومي، عماد المستقبل، وقادة الأوطان، وجنود العدالة والحرية، التي تُبنى على قواعدها المجتمعات الزاهرة.

 ويأتي خطاب المطران الماروني ليُكمل خطاب المطران الأرثوذكسي الياس عوده، الذي درج على توجيه الإنتقادات القاسية لأهل الحكم الفاسد، والذين تفصلهم مسافات فضائية عن معاناة مواطنيهم ومكابداتهم المستمرة في مواجهة صعوبات حياتهم اليومية، في دولة إنشغل حكامها بصفقاتهم وفسادهم غير المسبوق في كل العهود الإستقلالية.

 ولكن يبدو أن الكلمة الطيبة لا تأخذ طريقها إلى قلوب وعقول من يعنيهم الأمر، الذين إعتادوا إعطاء الأذن الطرشاء، لأهل الحكمة والموعظة الحسنة، والمضي في طريق الفساد والضلال!