بيروت - لبنان

اخر الأخبار

1 آذار 2024 12:13ص نتانياهو خسر الرهان على الحرب

حجم الخط
لا يمكن لنتانياهو أن يستمر في حربه الوحشية على غزة إلى ما لا نهاية، مهما حاول أن يُماطل في مفاوضات الدوحة، تهرباً من التسليم بهدنة لستة أسابيع قبل شهر رمضان، يتم خلالها وقف كل العمليات العسكرية، على أن تبدأ خلالها عملية التبادل في إطلاق الأسرى الاسرائيليين لدى حماس، والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وفق اللوائح المتفق عليها في إتفاق الهدنة المقترحة. 
حرب الإبادة الجماعية التي تشنها الدولة العبرية  ضد الفلسطينيين في غزة، قد تكون دمرت أكثر من خمسين بالمئة من المباني والمنازل في القطاع، وهي أوقعت أكثر من ماية ألف ضحية بين شهيد وجريح من المدنيين، وخرّبت البنى التحتية بأساليب إجرامية ومتعمدة، وضربت حصاراً ضارياً، ومنعت دخول المياه والغذاء والدواء والوقود، ضاربة بعرض الحائط كل القوانين والانظمة التي تُحرّم التعرض للمدنيين في الحروب، ومتجاهلة صرخات الملايين الذين يخرجون في تظاهرات حاشدة في المدن الأميركية والأوروبية، ورغم كل ذلك ما زال «النصر المطلق» الذي يكرره نتانياهو في تصريحاته وجولاته على المراكز العسكرية، مجرد شعار أجوف من أي مضمون على حد وصف صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية.
إستمرار الحرب التي تختم شهرها الخامس الأسبوع المقبل، والخسائر الفادجة بالرجال والعتاد التي يُمنى بها الجيش الإسرائيلي كل يوم، وصمود حماس والفصائل الفلسطينية في مقاومتها الإسطورية للقوات الغازية، والفشل في الوصول إلى قادة حماس، والقضاء على بنيتها العسكرية، والتسبب في مقتل عشرات الأسرى الإسرائيليين ، بدل التوصل إلى إستعادتهم سالمين، فضلاً عن ثبات الفلسطينيين وتمسكهم في أرضهم، رغم وحشية آلة الحرب الإسرائيلية، كلها مؤشرات على أن حكومة نتانياهو خسرت الرهان على الحرب، لإنقاذ رئيسها وفريقه اليميني المتطرف، من المصير المحتوم في الخروج من المسرح السياسي، والخضوع للمساءلة والمحاكمة، فيما عاد حل الدولتين إلى الواجهة الدولية، وأبدت واشنطن والعديد من العواصم الاوروبية إستعدادها للإعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب واحد، دون إنتظار الموافقة الإسرائيلية على قيام الدولة الفلسطينية المنتظرة. 
حرب غزة كشفت أمام العالم كله حقيقة النظام العنصري الصهيوني القائم في الدولة العبرية، وفضحت أساليب ووسائل الإضطهاد والتنكيل التي تمارسها القوات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين، تقتل النساء والأطفال والشباب، وتهدم بيوتهم وتحرق مزروعاتهم، وتمنعهم من التحرك بين قراهم ومدنهم. 
ووضعت  هذه الحرب المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية المعنية أمام مسؤولياتها الإنسانية والقانونية، لوضع حد لهذه الجرائم العنصرية البشعة في القرن الواحد والعشرين.