بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 كانون الثاني 2024 12:05ص نتنياهو في سباق مع إجتماع باريس؟

حجم الخط
العالم كله متضرر من إستمرار الحرب الإجرامية على غزة، إلا نتانياهو، وفريقه اليميني المتطرف طبعاً، الذي ما زال يحاول تمديد أمد الحرب، ليمدد رئاسته للحكومة، والهروب من المحاسبة، وإنقاذ ما أمكن من مستقبله السياسي المتهاوي. 
من إضطراب حركة التجارة العالمية بسبب توترات البحر الأحمر وباب المندب، إلى تراجع إقتصاديات دول الإتحاد الأوروبي، وصولاً إلى الكلفة المالية الضخمة التي تتحملها الولايات المتحدة في تقديم الدعم العسكري المفتوح لتل أبيب، منذ اليوم الأول لإندلاع الحرب. 
ومخاطر إمتداد الحرب خارج جغرافية القطاع تزداد يوماً بعد يوم، كلما إستمرت المجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة. فإلى جانب التصعيد المتدحرج على الحدود اللبنانية، والتهديدات اليومية التي يطلقها وزراء العدو بشن حرب ضد لبنان، جاءت الضربة الموجعة للقاعدة الأميركية في منطقة النتف، لتزيد المخاوف من إمكانية نشوب حرب إقليمية، بعد مسارعة واشنطن بإتهام طهران بالوقوف وراء هذه الهجمة بالطائرات المسيّرة، بواسطة أحد اذرعها بالمنطقة. 
في خضم هذه الأجواء الملبدة بغيوم الحرب المدمرة في غزة، جاء الإجتماع الرباعي في باريس، الذي ضم رؤساء أجهزة المخابرات في أميركا ومصر وإسرائيل ورئيس وزراء قطر، ليحاول تجنب الإنزلاق إلى حرب إقليمية في المنطقة، وأخطارها ليس على الوضع الإقليمي الهش وحسب، بل على الأمن والإستقرار في العالم. 
من الواضح في المناقشات الدائرة في العاصمة الفرنسية ، على هذا المستوى الرفيع، أن الهدف وقف الحرب في غزة، مع حفظ ماء الوجه للكيان الصهيوني، بعد الفشل الذريع في تحقيق الأهداف التي أعلنها نتانياهو في الأيام الأولى للحرب،  وإنقاذ ما تبقى من رصيد الدولة العبرية في الساحة الدولية، بعد وقوفها في قفص الإتهام في المحكمة الدولية بتهمة شن «حرب إبادة» ضد الشعب الفلسطيني في غزة. 
 مهما يكن الإتفاق الذي سيتم التوصل إليه في باريس لوقف العمليات العسكرية، وإعلان هدنة جديدة لا تقل عن شهر قابلة للتجديد، وبدء مرحلة جديدة لإطلاق الأسرى الإسرائيليين، مقابل المئات من المعتقلين الفلسطينيين، فمجرد الإعلان عن القبول بصيغة إجتماع باريس الرباعي، يبدأ العد العكسي لإنهيار حكومة نتانياهو، وذهاب رئيسها إلى قاعات المحاسبة، على التقصير الفادح في ٧ تشرين، وعلى الفشل المريع في إدارة الحرب على غزة، والإخفاق في تحقيق الأهداف المعلنة منذ ٨ تشرين.
نتانياهو إستعجل حشد ما توفر من قواته على الحدود مع لبنان، وكأنه في سباق مع إجتماع باريس، للهروب إلى الأمام بإتجاه الجبهة الشمالية، علْه يستطيع الإفلات من المحاسبة!
فهل ينجح في إجهاض نتائج الإجتماع الرباعي في العاصمة الفرنسية؟