بيروت - لبنان

اخر الأخبار

2 تشرين الثاني 2017 12:03ص نفتقده كل يوم أكثر من يوم..

حجم الخط
لا ينتظر أهل الحريرية السياسية الأول من تشرين الثاني، ولا الرابع عشر من آذار من كل عام، ليتذكروا رفيق الحريري، الرئيس والزعيم، قائد مسيرة إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي، رائد تجربة الإنماء والتعليم، والرجل القريب إلى قلوب الناس، بتواضعه ودماثة أخلاقه.
حلم الأيام الحلوة في المرحلة الحريرية الأولى، ما زال يدغدغ مشاعر الذين راهنوا على الإنجازات الضخمة والسريعة، والانتقال بالبلد إلى حالة من الازدهار والاستقرار، وطيّ صفحات الأزمات المزمنة والمعاناة المستمرة.
حالة الإنعاش الوطني والمعنوي التي أطلقها وجود رفيق الحريري في السلطة، سرعان ما ترجمت إلى موجات من الانتعاش الاقتصادي والإنمائي، استعاد، وبسرعة قياسية، ثقة الخارج بالوطن الصغير، عبر اتفاقات الدعم والمساعدة، واستقطبت حجماً غير مسبوق من الاستثمارات، ظهرت جلية في الاكتتاب بأسهم سوليدير التي قفزت إلى أكثر من مليار دولار، في حين كانت أكثر التوقعات تفاؤلاً تقف عند حدود نصف المليار فقط ! فضلاً عن انطلاق ورشة إعادة الإعمار بسرعة قياسية، بدا خلالها رفيق الحريري وكأنه في سباق مع الزمن.
لا شك أن إعادة الحياة إلى وسط بيروت، بعد إنهاء أكبر عملية بناء وترميم للأسواق التاريخية، هي أهم إنجازات الرئيس الشهيد، وأحبها إلى قلبه، وسرعان ما بادلته المدينة التي عشقها أنبل مشاعر الحب والوفاء، تجلت بأروع صورها في وقوف بيروت وأهلها إلى جانبه في مواجهة الحملة الظالمة التي تعرّض لها مطلع عهد الرئيس لحود، وأدت إلى خروجه من السلطة، فكان أن عاد على حصان أبيض إلى السراي، بعد فوز لوائحه بالكامل في كل دوائر العاصمة، وتكريسه زعيماً لبيروت بلا منازع.
ومن باب الوفاء والحرص على الحريرية السياسية، لا بد من الاعتراف بأن بيروت تفتقد، هذه الأيام، رفيق الحريري ومشروعه النهضوي الوطني، ورؤيته المستقبلية والاستراتيجية في تعزيز قدرة الدولة، وحرصه الدؤوب على تلبية حاجات أبناء العاصمة ومعالجة مشاكلهم بشكل مباشر.
رفيق الحريري نفتقدك كل يوم أكثر من يوم، في هذا الزمن الرديء!