بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 أيار 2023 12:00ص نواب «الإعتدال» وتحديات السياسة والإنماء

حجم الخط
يتناول السفير السعودي وليد بخاري الغداء اليوم مع نواب «كتلة الإعتدال» بعد لقاء مطوّل سابق في دارته، وقاموا قبل أيام بزيارة قائد الجيش العماد جوزيف عون في اليرزة، والتقوا سفير قطر والوفد القطري الزائر الأسبوع الماضي، وهم على تواصل دائم مع سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، بما يُمثل كمرجعية روحية، إسلامية ووطنية. 
هذا النشاط المُلفت لهذه الكتلة الجديدة التي تضم نواباً من عكار والمنية والضنية، يُعيد هذه المناطق المهملة إلى خريطة العمل السياسي الفاعل، بعد فترة طويلة من الغياب والتغييب في صفوف كتلة «تيار المستقبل»، أفقدت الأقضية الأكثر فقراً في لبنان الإهتمام اللازم بحاجاتها التنموية والإجتماعية. 
دائرة الحضور الناشط لنواب «الإعتدال»، تكبر وتتوسع يوماً بعد يوم، ولم تعد تقتصر على النشاطات المحلية الضيقة، بل كانوا ممثلين في عداد الوفود النيابية التي زارت مؤخراً ستوكهولم وبروكسل وواشنطن، بمبادرات من النائب فؤاد مخزومي.
كما عمدوا إلى تعزيز تواصلهم مع المنظمات الدولية والأممية للحصول على المساعدات اللازمة للمشاريع التنموية والإنتاجية، وتلبية الحد الأدنى من حاجات مناطقهم المحرومة من أبسط متطلبات الحياة اليومية. 
لعلها من المرّات النادرة التي يشعر فيها نواب عكار والضنية والمنية بأن أصواتهم لها حساب في الإنتخابات الرئاسية، وتكاد تكون بيضة الميزان بين الأصوات السنّية. كما أن الحديث عن تمثيل «كتلة الإعتدال» بوزير في الحكومة العتيدة أصبح في صلب الطروحات المتداولة حول حكومة العهد الأولى. فضلاً عن المشاريع التي يجري إعدادها حالياً لطرحها على التنفيذ في بداية العهد، وفي مقدمتها تشغيل مطار القليعات، الذي تؤمن حركته عشرات الألوف من الوظائف لأبناء المنطقة، وتُطلق تيارات إنمائية واسعة في مختلف المناطق اللبنانية، وخاصة في الشمال. 
وفي جعبة نواب عكار والأقضية المجاورة خططاً لتحسين مستوى الزراعة ودعمها بشتى الإمكانيات، كما العمل على تشجيع إقامة المنشآت الصناعية، وفي مقدمتها إعادة مصنع الأنابيب الذي أنشأه النائب مخزومي في مطلع التسعينات ووفّر ألفي وظيفة لأبناء المنطقة، قبل أن يُضطر إلى إقفاله في ظروف سياسية ملتبسة. 
المهم أن الثرثرات السياسية لم تشغل النواب وليد البعريني، محمد سليمان، سجيع عطية، أحمد رستم، أحمد الخير وعبد العزيز الصمد، عن هموم أبناء منطقتهم. فهم متواجدون في الساحة السياسية بقوة، ويجهدون في الوقت نفسه للتغلب على التحديات التي تواجه مشاريع التنمية لمناطقهم.
لماذا لا يكون نواب «الإعتدال»، في جمعهم بين العمل السياسي والإنمائي، نموذجاً لغيرهم من النواب، لا سيما نواب بيروت بالذات؟