بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 كانون الأول 2019 12:25ص هل التأجيل يؤدي إلى إستبعاد الحريري؟

حجم الخط
كيف تحوَّل الرئيس سعد الحريري من مرشح مفضل من قبل الأطراف السياسية الرئيسية، إلى شخصية لا تحظى بتأييد الأغلبية النيابية لترؤس الحكومة العتيدة؟

لماذا تخلى الحليف المفترض، القوات اللبنانية، عن تسميته في الإستشارات التي كانت مقررة أمس، فساهم د. جعجع بذلك في حجب التأييد المسيحي للحريري، بعد موقف الوزير باسيل وكتلته النيابية في عدم المشاركة في الإستشارات والحكومة التي سيؤلفها الحريري؟

هل أدار الحريري الأزمة الحكومية الناتجة عن إستقالته تحت ضغط الإنتفاضة بطريقة غير مناسبة، للحفاظ على موقعه المؤثر في الملف الحكومي، سواء عبر أسلوب ترشيح شخصيات لرئاسة الحكومة، أم بالنسبة لتوليه هذه المسؤولية مباشرة؟

ما سبب تغيير الثنائي الشيعي موقفه المتمسك بترشيح الحريري لرئاسة الحكومة، واستعداده المفاجئ للقبول بمن يسميه بيت الوسط لهذا المنصب؟

تساؤلات رسمت علامات إستفهام كبيرة في أفق الأزمة، بعد إعلان تأجيل الإستشارات الى بعد غد الخميس، بناء لطلب الحريري، وبحجة إجراء المزيد من المشاورات!

التأجيل الصادم قد يخفي نيّة مبيتة لإستبعاد الحريري عن الرئاسة الثالثة، كما حصل عام ٢٠١١ في عهد الرئيس ميشال سليمان، وإن في ظروف مختلفة، عندما تم تأجيل الإستشارات لمدة أسبوع، تم خلالها إنقلاب الأغلبية على تأييد الحريري لمصلحة نجيب ميقاتي.

ثمة من يعتبر أن الحريري يدفع حالياً الفاتورة الأكبر لانخراطه في التسوية الرئاسية، إلى جانب ما تكبده من خسائر سياسية وشعبية في النصف الأول لولاية العهد، بسبب التساهلات والتنازلات التي قدمها، على حساب حقوق طائفته، وبعكس تيار جمهوره.

ولكن حتى كتابة هذه السطور، ما زالت الأطراف السياسية تراعي موقع الحريري في تزكية شخصية لرئاسة الحكومة العتيدة، ولكن لا أحد يستطيع أن يتكهن بالمتغيرات وكيف ستسير الأمور حتى يوم الخميس!