بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 نيسان 2020 07:20ص هل قيامة لبنان ممكنة مع الفاسدين..؟

حجم الخط
ليس أشقّ على المؤمنين أن يمر العيد في أجواء من القلق والإحباط، تُغيّب فرحة الأطفال وبهجتهم بالمناسبة السعيدة، التي ينتظرونها من سنة إلى سنة، ليذوقوا طعم السعادة البريئة.

لم يكن يخطر ببال أحد، حتى لدى أهل هوليوود الأخصب خيالاً، أن يغزو العالم فيروس بهذه الشراسة والخطورة، يُعطل عجلة الحياة اليومية في الكوكب كله، ويدفع مئات الملايين من البشر إلى التزام منازلهم، ويؤدي إلى إقفال المدارس والمصانع والمتاجر، وكأن الدنيا دخلت في حالة من الفراغ والجمود القاتل، لا مثيل له حتى في سنوات الحروب العالمية.

الحركة في الحرم المكيّ متوقفة، كنيسة القيامة في الفاتيكان فارغة، كل أنواع التجمعات الوطنية والدينية معلقة، واللقاءات العائلية ممنوعة. المساجد والكنائس خالية من روّادها المؤمنين، الأسواق مقفلة، والمطارات مغلقة، والناس في حيرة من أمرها.

العلاجات غير متوفرة، معدات الوقاية مفقودة، والقرصنة الأميركية للأقنعة والقفازات المشحونة من الصين إلى فرنسا وألمانيا أشعلت معركة إعلامية بين واشنطن والدول الأوروبية، والدول الكبرى عجزت عن تأمين أجهزة التنفس والأوكسجين لمواطنيها المرضى، وعمدت إلى التخلي عن أبسط مبادئ حقوق الإنسان، عندما أهملوا علاج كبار السن، لمصلحة الأصغر سناً، بحجة عدم توفر الإمكانيات الضرورية لمعالجة الجميع!

إحباط اللبنانيين عشية العيد يبدو مضاعفاً عما يشعر به الملايين من العالم، لأن الآخرين متفرغين لمواجهة الكورونا فقط، في حين أن اللبناني يحارب على عدة جبهات «كورونية»، لا تقل فتكاً عن الفيروس اللعين، في مقدمتها كورونا المصارف، والانهيار المالي المتفاقم، والذي يرى جهابذة الأزمات أن الحل يكمن باستيلاء الدولة على نصف ودائع المواطنين، بما فيها أموال صناديق التقاعد والتأمينات الاجتماعية للنقابات والمؤسسات المهنية، عوضاً عن استرجاع الأموال المنهوبة، والمقدرة بنحو ٨٣ مليار دولار، من سارقيها السياسيين وأزلامهم من الأتباع والمحاسيب!

فهل يمكن أن تكون ثمة قيامة لهذا الوطن المقهور في ظل هذه الطبقة السياسية الفاسدة والفاجرة في تسلطها على مقدرات هذا الشعب المعذب؟