بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 تشرين الثاني 2019 06:00ص هل كانت مقابلة «بيّ الكل» ضرورية؟

حجم الخط
ردة الفعل الفورية الغاضبة على كلام رئيس الجمهورية أكدت من جديد أن انعدام الثقة بين الإنتفاضة والسلطة يكبر يوماً بعد يوم، والأزمة السياسية في البلد تزداد تعقيداً، وكل ما تم تداوله من إشارات التفاؤل في الأيام الأخيرة تلاشى تباعاً منذ مساء أول أمس.

الحوار لم يكن موفقاً، بل كان متعباً في بعض محطاته للرئيس عون، فجاءت بعض عباراته مستفزة لأكثرية اللبنانيين المشاركين بالإنتفاضة، خاصة عندما دعا الأجيال الثائرة بالهجرة إذا لم يعجبهم ما يقوم به الحكم حالياً من معالجات للأزمة المتفاقمة!

كلمات الرئيس صبّت الزيت على نار الإنتفاضة، من حيث يدري أو لا يدري، عوض أن يتوجه للمنتفضين بالكلام المناسب لتهدئة غضبهم على السلطة والطبقة السياسية، وتبشيرهم بأن ولادة الحكومة أصبحت وشيكة، وخلال بضعة أيام سيكون للبنان حكومة من أصحاب الكفاءة والإختصاص، والمشهود لهم بالأيدي النظيفة والسمعة الحسنة، وتكون مهمتها الأساسية العمل على تحقيق مطالب الشباب والشابات، وإستعادة الثقة من الداخل والخارج على السواء، عبر الإصلاحات الإدارية والمالية التي ستنفذها سريعاً.

 هل يُعقل أن يدعو صاحب عبارة «يا شعب لبنان العظيم»، الأكثرية الساحقة من اللبنانيين إلى الهجرة إذا لم يعجبهم أداء هذه السلطة المرتبكة والعاجزة عن مواجهة تحديات وتداعيات أهم إنتفاضة شعبية شهدها لبنان في تاريخه الإستقلالي؟

الناس تُطالب برحيل الطبقة السياسية الفاسدة التي نهبت أموال الدولة، فيأتي الجواب بأن على اللبنانيين الرحيل والهجرة من البلد؟

 الكلام الذي تردد في المقابلة التلفزيونية لا علاقة له بشعارات «العهد القوي» والذي إندلعت في نهاية السنة الثالثة من ولايته أكبر إنتفاضة وطنية، إجتاحت كل المناطق، وجمعت كل الطوائف، ونبذت كل الأحزاب والقوى السياسية التقليدية!

كيف يتخلى «بيّ الكل» عن شباب الوطن وشاباته ويدعوهم للهجرة، وهم عماد مستقبل الوطن، وسواعد نهضته، ورجال إستقراره وإستعادة إزدهاره؟

هل كانت المقابلة التلفزيونية ضرورية في هذه الظروف الحرجة؟