بيروت - لبنان

اخر الأخبار

9 كانون الثاني 2024 12:05ص هل يتجرأ نتانياهو على واشنطن..؟

حجم الخط
لن يستطيع نتانياهو وفريقه الوزاري المتطرف أن يستمروا في في مكابرتهم ومعاندتهم للضغوط الأميركية والدولية الأخرى، ومتابعة حربهم الهمجية ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، التي فشلت في تحقيق أهدافها، رغم وحشية عمليات القتل والدمار التي ألحقتها في مدن القطاع، ورغم بشاعة الحصار اللانساني الذي فرضته على منطقة تُعتبر من المناطق الأكثر إكتظاظاً بالسكان في العالم. 
الزيارة الخامسة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لتل أبيب، منذ إندلاع الحرب على غزة، تحمل قراراً أميركياً حاسماً، بضرورة وقف القصف المدمر للأحياء السكنية، وما ينتج عنه من قتلى وجرحى يُعدون بالمئات يومياً. على أن تتحول المواجهة إلى «عمليات نوعية»، وفق ما يُسمّى أميركياً بـ«المرحلة الثالثة»، ويتم خلالها تحييد المستشفيات والمباني المدنية، وعودة المهجرين إلى منازلهم شمال القطاع، وتسريع حركة دخول المساعدات الضرورية لسكان غزة، من أدوية ومواد غذائية ومياه ووقود. 
والوضع المتدحرج على الحدود مع لبنان سيكون إيضاً في صلب محادثات بلينكن في تل أبيب، وفق ما نقل عن إعلاميين مرافقين للوزير الأميركي، والتأكيد على إستمرار معارضة واشنطن لمحاولات توسيع الحرب الدائرة في غزة، وفتح الجبهة مع لبنان، تجنباً للإنزلاق إلى حرب إقليمية، لا تريدها الإدارة الأميركية، وترفض إستدراجها لمثل هذه المواجهة، عشية إنطلاق الحملة الإنتخابية لسيد البيت الأبيض الذي يخوض معركة الولاية الثانية عن الحزب الديموقراطي. 
 ثمة في الإدارة الأميركية بين من يربط بين هذا الرفض الأميركي وقرار سحب حاملة الطائرات جيرالد فورد والاسطول البحري المرافق لها من البحر الأبيض، وإعادتها إلى مينائها الأساسي في فرجينيا، بعد التجاهل الإسرائيلي المتعمد للرسائل الأميركية المطالبة بوقف الحرب ضد المدنيين في القطاع. 
الحديث عن الخلافات الأميركية مع نتانياهو وفريقه اليميني المتطرف، لم يعد محصوراً في التسريبات الإعلامية، بل إنتقل إلى التصريحات العلنية، حيث أعلن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية، أن على نتانياهو أن يختار في طريقة إدارته حكومته بين العلاقات مع واشنطن أو الخضوع لوزرائه المتطرفين بن غفير وسموريتش وغالانت. مما يعني أن صبر البيت الأبيض بدأ ينفد، وراح يُطلق الإنتقادات المباشرة لنتانياهو والوزراء اليمينيين في حكومته.
ويبدو واضحاً أن زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين المؤجلة إلى بيروت، تنتظر نتائج مباحثات بلينكن في تل أبيب، حتى يأخذ الكلام عن الإنسحابات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية المحتلة، الطريق الجدّي للتنفيذ.
وأما التصعيد الإسرائيلي الأخير ضد المناطق الجنوبية، فيبقى في إطار المحاولات المستميتة لرفع المعنويات المنهارة في الداخل الإسرائيلي.
فهل يتجرأ نتانياهو ووزراؤه في الذهاب بعيداً في معاندة الحليف الأكبر لتل أبيب؟