دق باب الوطن على السكيت... حمل حقيبة السفر بهدوء الدمع طار كما طارت احلامه الدفينة وأمانيه المبعثرة ضمن مكاتب الوطن...
دق باب الحزن على السكيت حمل ذاته المبعثرة... المنثورة ضمن أزقة الوطن سأل ذاته لوين رايحين أجابه الشعب اللبناني كله... ما حدا بيعرف...
دق باب الوجع... تفاجأ بهذا الكم الهائل من أنين الذات لا القلب عاد فرحاً... والروح مستكينة والورد ذابل ينادي الحياة... يتوسل الأمن والهدوء والامان...
دق باب الثورة المستيقظة منذ ٣ اشهر... وأكثر أو أقل لا يهم طالما الوطن كان ولا زال ليس بخير...سأل ذاته بصوت خافت وينن... وين وجوهم وين أساميهم... أجابت الحرية انهم في قلبي... في قلب الإيمان...
وقف... لا حراك...
مشى أم لم يتحرك ما هم والوطن في رقص على الجمر...
دق باب قلبه الموجوع... فهو يشعر أنه محاصر لا مفر وأن الوطن لم يعد ذاك الوطن...
بهمس صامت كقلبه الخافق... سأل والهجرة والمرضى... والفقراء واليتامى والمساكين... والبلد... اجل البلد حاضن هؤلاء الذين ليس لهم بيئة حاضنة... بلد وجعه حزين...
فالمرض وباء وبلاء رباني اما عدم استيعاب المعطيات وإيجاد الحلول وهرولة صعود الدولار والأخطر... الأخطر ان المواطن أصبح بدون غطاء... ليصبح البلد خطوطاً خطوطاً... ولكل خط عدم خيار....
دق باب الضمير على السكيت ليجد بقعاً بقعاً... فيها الضمير الراحل بسبات... وفيها الضمير الباقي بثبات... وفيها الشعب الرافض لكل قرار بلا قرار...
دق باب الوطن على السكيت حمل حقيبته... وضع عمره الضايع... وزمانه المقهور ووجعه الحزين...
كم أنت مسكين يا وطن... من بقي على اراضيك مخنوق يبحث عن المفقود...ومن قرر السفر وجعه حزين...
والحزن الأكبر ان الإيمان يقول ان هناك أملاً والواقع يقول ضاع الوطن...
نظر الى الوراء ومشى...
فالوطن انتظر وعي مسؤوليه وهو ملّ الانتظار...
فالوجع... حزين حزن الأحرار...