بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 حزيران 2019 12:02ص وحدة موقف لبناني بلا مزايدات إيرانية..؟

حجم الخط
الحمد لله الذي هدى الأحزاب والتيارات السياسية إلى سواء السبيل، وجَمَعَ كلمتهم على موقف واحد من «صفقة القرن»، وأجمعوا على تأييد الرفض الفلسطيني الشامل لمشروع تصفية قضية العرب الأولى، واستبدال الأرض والقدس بحفنة من المليارات الوهمية!

هي من المرّات النادرة التي يتحقق فيها إجماع لبناني سياسي وشعبي على موقف واحد من القضية الفلسطينية، التي طالما كانت أحد أسباب الانقسامات اللبنانية الدائمة، حيث تجلّت وحدة الموقف اللبناني في اجتماع السراي، أمس، وخرج ممثلو الأحزاب والقوى السياسية ليتكلموا لغة واحدة، تؤيد الموقف اللبناني الرسمي في مقاطعة مؤتمر البحرين، ورفض خطة الصهر الأميركي كوشنير في القضاء على نضال الشعب الفلسطيني من أجل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

الرفض اللبناني للمشروع الأميركي المشبوه، يعني عملياً تكريس الرفض الوطني لكل أنواع التوطين، المقنع منها والصريح، استناداً لما جاء في اتفاق الطائف ومقدمة الدستور، وانسجاماً مع موقف السلطة الفلسطينية المستنكر لمحاولة طمس حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، والمعترف بها في القرارات الدولية، فضلاً عما تضمّنه المشروع من إلغاء لمبدأ العودة وجمع الشمل، وما ينطوي عليه من تشتيت لجموع الفلسطينيين اللاجئين في دول الجوار، وخاصة في لبنان والأردن، سواء بتوطينهم في أماكن تواجدهم، أو من خلال نقلهم وتوطينهم في دول أوروبية وغربية، مثل كندا وأستراليا، في إطار ضرب الديموغرافيا الفلسطينية، التي تشكل قنبلة بشرية موقوتة بالمقارنة مع التعداد السكاني الإسرائيلي.

المهم أن الرفض اللبناني جاء في إطار موقف عربي واضح وحاسم برفض «صفقة القرن»، والتمسّك بما تضمنته المبادرة العربية بالنسبة لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، والقبول بما يقبل به الشعب الفلسطيني، وذلك ما أعلنته كل من السعودية ومصر والكويت ودول عربية أخرى.

والأهم ألا ينجرّ لبنان غداً إلى حفلة المزايدات التي قد تقودها طهران لتشويه الموقف العربي الواضح، والادعاء باحتكار التأييد لنضال الشعب الفلسطيني الصامد، ووسم الدول العربية بالخيانة والتخاذل... إلى آخر المعزوفة إياها!