بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 شباط 2018 12:14ص وزارة «تَردّي» العلاقات الخارجية..

حجم الخط
تُعاني العلاقات الديبلوماسية اللبنانية من حالة تأزم، تصل في بعض مفاصلها إلى حد الاختناق، على نحو ما هو حاصل مع العديد من الأشقاء والأصدقاء، بدءًا من الدول الخليجية وصولاً إلى الفاتيكان، بكل ما يُحيط بها من هالة دينية وديبلوماسية عالمية.
ليس خافياً أن ثمة أزمة صامتة مع أكثر من دولة عربية، ظهرت مؤشراتها في تراجع حجم الاستثمارات العربية في لبنان، وغياب السياح العرب، وقلة الاهتمام العربي بالأوضاع اللبنانية، فضلاً عن غياب زيارات المسؤولين العرب عن العاصمة اللبنانية.
المفارقة أن وزارة الخارجية اللبنانية تتجاهل هذا الواقع المتردّي، وتتصرّف وكأن العلاقات مع الأشقاء العرب بأحسن حال، والمصالح اللبنانية معهم في الحفظ والصون، مع أن العكس هو الصحيح!
أما الأزمة مع الفاتيكان فبدأت مع تعيين شخصية ماسونية سفيراً لدى دولة الكثلكة في العالم، التي تدين الحركة الماسونية، في حركة تدل على مدى الاستخفاف، من جهة، وعلى عدم الاستعانة بأهل الخبرة، من جهة ثانية!
وعندما حاولت الخارجية معالجة هذا الخطأ الفادح، «عَمَتْها» مع حاضرة الفاتيكان، بدل أن «تُكحّلها»! حيث عمدت إلى تعيين سفير آخر، ولكنه يبلغ سن التقاعد في نيسان المقبل، الأمر الذي أثار استياء الدوائر المعنية في الفاتيكان، واعتبرتها نوعاً من الاستهتار بالعلاقات التاريخية المميزة بين الدولتين.
وجاء الردّ هادئاً، ولكنه معبر على طريقة الديبلوماسية الرصينة، المعروفة في الدوائر الفاتيكانية، حيث لم يتم تعيين سفير بابوي جديد، رغم مضي حوالى السنة على مغادرة السفير السابق، وإبقاء السفارة البابوية في عهدة قائم بالأعمال فترة ليست بالقصيرة، علماً أن العرف الديبلوماسي اللبناني يعتبر السفير البابوي هو عميد السلك الديبلوماسي في لبنان.
تُرى مَن يُنقذ علاقات لبنان الديبلوماسية من هذا التردّي، طالما أن وزيرنا الهمام منهمك بالطبخات الانتخابية، وما أدراك ما الانتخابات!