دخل مصطلح «السعادة» قاموس الحياة العصرية، وأصبح جزءاً من إستراتجيات العديد من المجتمعات والدول التي تهتم بمواطنيها، وتعمل على توفير سبل وأجواء السعادة لهم بشتى الطرق.
وفيما سجلت دولة الإمارات العربية المتحدة سبقاً تاريخياً في هذا المجال، حيث خصصت وزارة للسعادة، أسندتها الى وزيرة شابة من الجيل الجديد، تستمر دولتنا في لبنان بمحاصرتنا بشتى صنوف النكد، والضغوط النفسية التي لا تنتهي: من أزمة الكهرباء المستمرة منذ ربع قرن، إلى مشكلة النفايات التي لوثت الأرض والبحر والجو، إلى مسلسل القضايا المعيشية اليومية، وتفاقم البطالة بين الشباب، فضلاً عن غياب أبسط الخدمات الصحية، لذوي الدخل المحدود والمعوزين غير المضمونين!
السياسيون في بلادنا يتسابقون على المغانم والمحاصصات، ويتراشقون بالتهم وأسوأ الأوصاف، فيما أمثالهم في بلاد العالم المتحضر، يبحث عن وصفات السعادة لشعوبهم.
بالأمس قرأت مقالاً لرئيس وزراء فلندا السابق الكسندر ستاب، الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس بنك الإستثمار الأوروبي، يقدم فيه وصفتين للسعادة، تصلحان حسب قوله لجمهوره، وللشعوب الأخرى.
الوصفة الأولى أسماها 8+8+8 وتقضي بأن ينام الإنسان 8 ساعات يومياً، ليكون أكثر قدرة على العطاء يشكل أفضل، وقد أعطى جسمه قسطه المطلوب من الراحة.
وأن يعمل 8 ساعات فقط مهما كلف الأمر، واصفاً ذلك بالأمر غير الصعب، من خلال تنظيم الوقت، وأن يمضي 8 ساعات من الترفيه وتغيير الجو، مثل اللعب مع أطفاله، أو الجلوس مع العائلة، أو التواصل مع الأصدقاء، للتمتع بهذه الساعات بعيداً عن ضغط العمل.
أما الوصفة الثانية، فأطلق عليها 1+1+1، وملخصها يقوم بممارسة أي رياضة تحبها يومياً لمدة ساعة، وقراءة في كتاب لمدة ساعة يومياً، وقد يكون الأمر متعباً في البداية، ولكن بعد أربعة أشهر من المواظبة سيجد الإنسان سعادة لا توصف. أما الساعة الأصعب في رأيه، فتقضي بتمضية ساعة واحدة فقط من يومه على وسائل التواصل الإجتماعي، مهما كان الأمر مغريآً بالبقاء لفترة أطول، مما يساعدك على الإستمتاع بالحياة حولنا بشكل أوسع!
تُرى هل تنفع وصفات العالم المتحضر في تخفيف أجواء النكد، وتوفير جرعات من السعادة لهذا الشعب المعذب؟