بيروت - لبنان

اخر الأخبار

25 آب 2018 12:20ص يتباهون زوراً ببلد الإشعاع والفكر..

حجم الخط
فادي إبراهيم ليس أول الفنانين والمبدعين الذين «كفروا» بلبنان، وقطعاً لن يكون الأخير، لأن أهل الإبداع والعطاء لا مكان لهم تحت شمس الوطن، في ظل هذه السلطة الفاسدة والعاجزة، عن استيعاب مبدعيها ومفكريها وأهل الثقافة والحضارة!
فنان من الزمن الجميل، قضى أربعة عقود من عمره، رافعاً راية الفن الرفيع، وكان من المساهمين في الحركة الفنية الصاعدة على شاشات التلفزة، وعلى مسارح المدينة، وعندما وصل إلى خريف العمر، وداهمه المرض، شعر بأن الوطن وأهله، وأصحاب القرار فيه، قد قابلوا عطاءه وتضحياته بالجحود والنكران.
فادي إبراهيم، مثل عشرات الفنانين اللبنانيين الذين صنعوا مجد الدراما اللبنانية الحديثة، قرر الهجرة إلى أستراليا، إلى الطرف الآخر من الكرة الأرضية، حتى لا يعاني على فراش المرض، كما عانى زملاؤه، ولم يرفّ جفن لمسؤول عندما قضوا على أبواب المستشفيات، وفي بيوتهم الباردة، من دون أن يتمكنوا من الحصول على الدواء اللازم.
المشكلة تتجاوز شخص فادي إبراهيم، بل هي أكبر من كل العاملين في مجالات الفن والإبداع، لأنها في واقع الأمر تعبّر عن ظاهرة مُعيبة في الدولة اللبنانية، وتتفرّد بها من دون دول العالم المتحضر، وحتى الدول العربية، الغنية منها والفقيرة، حيث يلاقي مثل هؤلاء المبدعين كل العناية والاهتمام من دولهم، عندما يصلون إلى مرحلة عمرية متقدمة، تؤمّن لهم كل الضمانات الضرورية لشيخوخة كريمة تليق بمن رفع اسم بلاده عالياً!
وزارة الثقافة في بلادنا تهتم بالبيوت الأثرية، وبالآثار الصمّاء، ولا علاقة لها بكل ما يعني أهل الثقافة والإبداع من فنانين وشعراء ومفكرين.
وفي الآخر يتجرّأون على التباهي زوراً وبهتاناً ببلد «الفكر والإشعاع والنور»!