كيف للمواطن
اللبناني أن يهنأ بالعيش والتلوث البيئي يطال كل جوانب حياته ويتهددها؟؟؟ بل كيف
يسكت المواطن وهو يدرك تماماً نسبة التلوث المرتفعة في الهواء والمياه في الجبال
والوديان، وأينما ولى وجهه فثمة "أخطار تلاحقه"؟؟؟
فكما كل الأنهار
في لبنان فان أنهر عكار تغرق في التلوث الحاصل جراء مياه المجارير والتي تصب فيها
بسبب عدم وجود محطات للصرف الصحي والتي وعدت الدولة بتنفيذها لكن وكما كل الوعود
التي تطلق لعكار تذهب هباء منثورا، ازاء هذا الواقع فان علامات استفهام كثيرة تطرح
حول عملية ري المزروعات والتي يمتاز بها سهل عكار ويستهلكها أكثر من 70% من المواطنين والذين سجلت حالات
تسمم في صفوفهم جراء تناولهم للخضار والفواكه سيما منها "الليمون" كما
يشير أحد رؤوساء البلديات ويؤكد على أن هذه الاصابات بقيت طي الكتمان خوفاً من
اشاعة البلبلة بين الناس.
تلوث بيئي على
كافة الصعد يقابله ارتفاع في نسبة الاصابة بالأمراض السرطانية وبالتالي تزايد في
أعداد الوفيات، كل ذلك والدولة تقف عاجزة عن تقديم الحلول مما ينذر بالأسوأ على
صعيد التلوث المستشري.
الحايك
رئيس اتحاد بلدية
نهر أسطوان عمر الحايك يقول:" مع الأسف الشديد فان أحداً من المزارعين لا
يمكنه الاستفادة من مياه نهر أسطوان بسبب التلوث الحاصل جراء المياه الآثنة والتي
تصب فيه، ولطالما ناشدنا الدولة لكن عبثاً نحاول بالرغم من أن نهر أسطوان ليس بأقل
أهمية من نهر الليطاني".
وأضاف:"يمكننا
التأكيد على أن الغالبية العظمى من المزارعين تعمل على حفر الآبار الارتوازية لري
المزروعات، بيد ان الأمر يحتاج للأموال والمزارع العكاري ليس بقادر على تحمل
المزيد من الأعباء كما أنه ليس بمقدور البلديات تحمل مسؤولية تنظيف الأنهر والتي
تحتاج لمحطات تكرير وسدود كي لا تذهب المياه سدى".
وعن دور الدولة
يقول:" لا بد من ايجاد الحلول السريعة والتي تتلخص بشبكات صرف صحي مع محطات
تكرير كي نمنع التلوث عن النهر ومن ثم العمل على انشاء سد على نهر أسطوان بغية
الاستفادة من مياهه وللحفاظ على البيئة وصحة الناس، حتى انه يمكن الاستفادة منه
على الصعيد الاقتصادي السيء والذي لم نشهد له مثيلاً منذ عشرات السنين".
حدارة
رئيس بلدية زوق
حدارة وليد حدارة قال:"بالنسبة للتلوث فهو بات على كافة الصعد في المزروعات
والأنهار والآبار حتى مياه الشرب ملوثة، بالنسبة الى نهر عرقا فان 7 قرى ومنها كرم
عصفور القنطرة الحاكور منيارة عرقا الحصنية وزوق حدارة يصب فيها النهر، اضافة الى
روافد له في دير دلوم وبرج العرب، اللون الأسود للمياه الجارية في النهر تظهر وبما
لا يقبل الشك درجة التلوث الحاصل بسبب مياه المجارير والتي تصب فيه بسبب انعدام
محطات التكرير في هذه القرى والتي طالت وعود الدولة بتنفيذها، من هنا نناشد الدولة
ايلاء القضية العناية القصوى".
وعن الأضرار التي
تلحق بالمزروعات يقول:" هي كبيرة جداً ويمكن اختصار الوضع بأن ري المزروعات
يتم من خلال المياه الملوثة مما يعني عدم صحتها، وبالتالي عدم تناولها، وعنيت
الخضار والفواكه، باستثناء المزروعات في البيوت البلاستيكية والتي يحفر المزارع
الآبار من أجل عملية الري، لكن الأمر حكر على عدد قليل من المزارعين جراء الأوضاع
الاقتصادية الصعبة التي يتخبط بها المزارع العكاري وبالطبع حفر الآبار يحتاج
للأموال، وهنا لا بد للدولة من تقديم المساعدة لحين تنظيف مياه الأنهر وانهاء
التلوث، وتجدر الاشارة الى ان 70 % من المواطنين يحصلون على منتوجاتهم الزراعية من
سهل عكار والذي تبلغ مساحته أكثر من 300 ألف هكتار مما يعني الضرر كبير".
المصدر: موقع "اللواء"