في
الوقت الذي وضعت فيه قضية التلوث في جونيه
على طاولة المرجعيات من كافة القوى السياسية الحزبية والجمعيات البيئية وأهالي المنطقة .وفي حين
يجمع المعنيون مبدئيا على أسباب التلوث في جونيه والتي تتلخص بانبعاثات معمل الذوق
الحراري وزحمة السير والتلوث الناجم عن
المولدات الخاصة ،الا ان الاراء اختلفت حول كيفية معالجة القضية أو القضايا
المسبّبة لهذا التلوّث .
ومع
اختلاف الآراء وتقاذف المسؤوليات بين مجلس الوزراء ووزارة الطاقة ولجنة الطاقة
النيابية ومجلس الانماء والأعمار ضاعت الطاسة في حين ان ابناء جونيه ما زالوا يأكلون العصي ويبدو ان لا حل فعلي يلوح في الأفق. نواب كتلة الجمهورية القوية زياد حواط وشوقي الدكاش
وضعوا انفسهم بتصرف الأهالي لإيجاد الحلول للتلوث في جونيهوتساءل
الحواط عن سبب التقاعس رغم وعود وزارة
الطاقة بمعالجة الموضوع طوال 11 سنة.
وأكد على أنه جاهز كنائب عن المنطقة للتعاون من أجل
ايجاد الحلول.النائب
شوقي الدكاش وجّه الكلام إلى وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال سيزار
أبي خليل وقال له نريد ان نكون يدا واحدة لتطبيق القانون بعيدا عن النكد سياسي .ودعا إلى اعتماد سياسة المزدوج
والمفرد في لوحات السيارات كخطة سير سريعة لتخفيف الازدحام والتلوث
نواب
تكتل لبنان القوي دخلوا على خط الاصلاح في جونيه من باب الحلول المنطقية لوضع حد
للتلوث رافضين وصف جونيه بالمدينة الملوّثة.ووضع
النائب شامل روكز خطة لمعالجة التلوث عبر-
اعتماد
الغاز بدلا من الفيول، واكد ان المناقصات بدأت في هذا الموضوع
- كما طالب بالاسراع
بتلزيم اوتوستراد كسروان لتنظيم السير. ووجه نداء للبلديات في المنطقة لتدارك
موضوع ازدياد زحمة السير عند بدء اشغال توسيع الأوتوستراد.-
واعتبر
ان وجود المولدات الكهربائية من دون فيلترات هي مسؤولية البلديات التي من الضروري
اتخاذ الإحتياطات اللازمةورفع العميد روكز حصر المسؤولية عن وزارة الطاقة معتبرا انه يجب على جميع
الوزارات اتخاذ القرارات المناسبة وبسرعةمن
جهتها اوضحت وزارة الطاقة أن المعمل الجديد في الذوق يعمل على الغاز
الطبيعي فيما لا يمكن تشغيل المعمل القديم على الغاز، ويحتاج استبداله بمعمل جديد
صديق للبيئة الى وقت.
وأشارت
وزارة الطاقة انها لم تكن غافلة عن الموضوع ومنذ 2011 وقد اتخذت اجراءات حين استلم
التيار الوطني الحر الوزارة، لتخفيف التلوث"، مؤكدة انه "لو حلّت مسألة
الكهرباء في الوقت المحدد وفق خطة الكهرباء، لما كنا نعاني من تلويث المولدات
الخاصة التي كان يجب ان تتوقف، في ظل كهرباء 24 على 24.
واوضحت
مصادر وزارة الطاقة انه فيما اعمدة شركة الكهرباء مدروسة لتخفيف التلوث لأنها
ترتفع عن الارض 60 مترا، تقوم اعمدة المولدات الخاصة التي ترتفع بين مترين وثلاثة
الى تلويث كبير في الاحياء السكنية
تكتل
التغيير والاصلاح أوضح انه تقدم بمشروع قانون للسماح بدخول السيارات العاملة على
الغاز الطبيعي ولكنه ما زال محجوزا لدى لجنة الطاقة والاشغال كما تم التواصل مع
وزارة البيئةلالغاء تام للتعريفات الجمركية على السيارات الكهربائية والهجينة وهو
اجراء يقلل من التلوث الناتج عن قطاع
النقل، وانبعاثاتها هي أقل بـ 27 مرة من السيارات العادية.واكد
انه لن يقفوا مكتوفي الايدي
وسيتعاونون مع نواب كسروان ورؤساء
البلديات لخير المنطقة وتحسين ظروف عيش
أهلنا فيها.
رئيس
اتحاد بلديات كسروان الفتوح رئيس بلدية جونيه جوان حبيش أوضح من جهته أنّ
"التقرير قال إنّ هناك تلوّثًا في جونية، ونسبته زائدة وهذا صحيح ولكن لدينا مشكلة تلوّث في كل لبنان ونحن في
حاجة إلى معالجتها، لافتًا إلى أنّه بالنسبة إلى معمل الذوق لتوليد الطاقة
الكهربائية فإنّنا إلى اليوم لم نصل إلى
التأكّد من نسبة التلوث الصادرة عنه، وإذا
أصبح تشغيله على الغاز، فنسبة التلوث ستخفّ، وإذا تمّ إيقاف المعمل والاعتماد على
الطاقة المتجدّدة، نسبة التلوث تنعدم.
وشدّد
حبيش، على أنّه "لا يوجد وسائل نقل عامة أو قطارات، والّتي يجب أن تشغّلها أو
تلزيمها للدولة. واضف ان عدد السيارات فاق قدرة الطرق على الاستيعاب"، كاشفًا
أنّه "يُعمل على تلزيم 4 محطات تكرير للصرف صحي: المحطة الأولى لُزّمت في
ميروبا، الثانية قيد التلزيم خلال الشهرين المقبلين في أدما، والثالثة قيد الدرس
في ذوق مصبح وهذه المسؤولية مجلس الانماء
والاعمار
.
من
جهته رفض النائب نعمة افرام وصف جونيه بالمدينة الملوثة ، واعتبر ان السبب الرئيسي
لهذا التلوث هو المولدات الخاصة المنتشرة في الاحياء واشار الى ان مدينة جونيه
وعلى الرغم ان عدد سكانها اكبر من عدد سكان جونية، إلا ان ليس فيها مولدات خاصة في
احيائها السكنية"، معتبرا ان
"الحل للتخفيف من التلوث يكون بتغيير الحراقات للمولدات القديمة.واضاف
ان "أحد اسباب التلوث ايضا في جونية،ناتج عن معمل الذوق الذي يحرق فيول، اكثر
مما هو مصمّم له.واشار ان "أبناء كسروان
يأكلون العصي وتضييع الوقت والتأخر باتخاذ القرارات هو أكثر ما يضر باقتصادنا
وبصحة أولادنا
النائب
فريد هيكل الخازن توجه بسؤال للحكومة عبر رئاسة المجلس النيابي متمنيا أجوبة واضحة والتزام كامل من الحكومة بوضع حدٍّ
للتلوث القاتل في الذوقعضو
تكتّل لبنان القوي النائب روجيه عازار اكد أنّ مشكلة البيئة موروثة وليست وليدة
اللحظة ولا يمكن التوصّل إلى حلّ بين ليلة وضحاها مشدّدًا على أنّ المطلوب خطط
مدروسة لمعالجة مسببات هذا التلوّث.
عازار
لفت إلى أنّ وزراء الطاقة ضمن تكتل التغيير والإصلاح عملوا منذ العام ٢٠١١ على
تجديد تجهيز مجموعات الانتاج في معمل الذوق لناحية التقنيات العصرية التي تخفّف من
حدّة الانبعاثات السامة في الجو و لولا هذه الخطوات لكان الوضع أسوأ بكثير وأضاء
على تجربة التكتل المريرة في موضوع الغاز إذ تم إنشاء معامل تعمل على الغاز دون
تأمين الغاز المطلوب لتشغيلها.وفي
مسألة الصرف الصحي أوضح عازار أنّ الموضوع وضع على السكة الصحيحة إذ تم تلزيم
محطّة ميروبا وقد تم توقيع العقود الإدارية لمحطّة أدما غزير . أما محطّة ذوق مصبح
فما زالت قيد الدرس على أن يتم تلزيمها في أقرب وقت ممكن.
هذا
و شددّ على ضرورة إلزام المصانع اعتماد تقنيات حديثة تخفف التلوث الناتج عنها وفرض
غرامات على كل من لا يلتزم بالمعايير والشروط البيئية .عازار
ناشد المعنيين بضرورة شبك الأيدي لأطلاق خطّة طوارئ بيئية أقلّه على صعيد كسروان
الفتوح وبدء العمل بالحلول المطروحة لأن الربح في السياسة مقابل فقدان أحبّائنا
وأولادنا خسارة وفشل .ودعا إلى تشكيل لجنة لمتابعة قضية التلوث لإنقاذ بيئتنا وحياتنا.
وفي
ضوء التقارير الواردة اقترحت جمعيات اهلية وبيئية تسكن المنطقة 1
انشاء
جسر بحري ما بين الكسليك وشمال المعاملتين، وهو بطول 4 كيلومترات وبكلفة تقدر بنصف
مليار دولار (أي ما يعادل عجز مؤسسة كهرباء لبنان عن 3 أشهر او 59 % من الاعتماد
المقرر لتنظيف نهر الليطاني)، ويمكن تنفيذ الجسر المذكور بطريقة تعرف بالـ (BOT) التي تعني بان شركة
او مجموعة شركات متخصصة تتولى انشاء المشروع وتمويله واستثماره على مدة زمنية
يُتفق عليها وتكون عادة في حدود الـ/20/ سنة، ومن ثم يعاد الى الدولة، وهو ما
أضأنا عليه في مقال سابق. مع العلم بان المشروع المقترح الذي يُبعد الانبعاثات
السامة عن المدينة فانه يزيل عن كاهلها وكواهل جميع اللبنانيين الحمل الثقيل
المتمثل بإرهاق اعصابهم نتيجة الانتظار الطويل وضياع وقتهم الثمين المنتج، وما
يعكسه ذلك من تراجع القدرة الشرائية للفرد وانحسار الدخل القومي للوطن ككل.
2صيانة مولدات الذوق
القديمة وتزويدها العاجل بمصافٍ (Filters) أكثر تطورا بانتظار استبدالها كليا بمحطة توليد
تعمل على الطاقة الشمسية. مع العلم بان المصافي الحديثة المقترحة لداخونيّ معمل
الذوق الحالي، والتي تخفف لحدّ بعيد من الانبعاثات الملوثة المشكو منها، لا تتعدى
قيمتها الـ/ 250 / ألف دولار أميركي.
3تجهيز قضاء كسروان
بشبكات مجارير ومحطات تكرير بدلا من الجور الصحية المعمول بها حاليا، منعا لتسرب
مياه الصرف الصحي، عبر القنوات الجيولوجية او المياه الجوفية، الى شواطئ جونية
وتلويث بحرها وإلحاق الضرر باهلها وببيئتها.4
حثّ
ومساعدة بلديات القضاء على أنشاء معامل فرز وإعادة تدوير ومعالجة النفايات
للحيلولة دون رميها عشوائيا على جوانب الطرقات او داخل الأملاك العامة لما يسبّبه
ذلك من انجراف تلك النفايات نحو البحر وافرازها روائح غير مستحبّة وتبخرها غازات
ملوثة وسامة في الهواء.
وبين
تناقض الآراء وكثرة الحلول المقترحة وتشعّب المرجعيات المعنية وتداخلها ،تبقى
جونيه جميلة كسروان وللاسف على الخط الساخن لقائمة المدن الأكثر تلوثا في العالم
بثاني أوكسيد النيتروجين فهل من يسمع.