بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 تشرين الثاني 2020 12:00ص الدولة «تفاجأت» بالأمطار... المواطن الضحية!

تقاذف «إبريق زيت» خلاف المسؤوليات بين الأشغال والبلديات

أمواج البحر وصلت الكورنيش البحري في عين المريسة أمواج البحر وصلت الكورنيش البحري في عين المريسة
حجم الخط
رغم إعلان مصلحة الأرصاد الجوية عن عاصفة الأمطار والثلوج التي تضرب لبنان والمنطقة على مدى ثلاثة أيام، إلا أن المدن والقرى اللبنانية «تفاجأت» كالمعتاد بالأمطار التي سالت أنهارا جارفة في الشوارع العامة جارفة معها النفايات والقاذورات، وسدت مجاري الصرف الصحي، وخلفت مستنقعات غرقت فيها السيارات والمحلات والمارة، وخلفت زحمة سير خانقة في مختلف المناطق، فيما بقي المواطن ضحية قصة إبريق زيت الخلاف حول الصلاحيات والمسؤوليات بين وزارة الأشغال والبلديات. 

وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة الأشغال العامة والنقل في بيان لها، أن الورش التابعة للوزارة باشرت «تنظيف مجاري الطرقات الدولية والاقنية التي هي من مهمة وزارة الأشغال، أما الطرقات الداخلية فهي من مهام البلديات التي وجب عليها أن تلعب دورها»!.

وأشار البيان الى انه بتاريخ 28/01/2020، وقع وزير الأشغال ميشال نجار في حكومة تصريف الأعمال، المستندات المطلوبة التي على اثرها باشرت فرق الوزارة بتنظيف الاقنية حسب المواقع المحددة بدفتر الشروط».

أضاف البيان: «كما أعطى الوزير نجار توجيهاته للعناية القصوى بالمناطق المصنفة حمراء والتي تشهد دائما تجمعا للمياه وفيضانات مثل ساحل المتن الشمالي، نهر الموت الزلقا، مرورا بانطلياس - الضبية نهر الكلب، النقطة الثانية وهي نهر الغدير بطول 5.5 كلم تقريبا، المكان الثالث هو أنفاق المطار وعددها ثلاثة، وحسب المستندات الموجودة والتي قدمت من قبل الشركة الاستشارية بتقرير، فان جميع الغرف التي تحوي المضخات صالحة للعمل، وقد تم تنظيف نهر الغدير بدءا من جسر كفرشيما وصولا الى أنفاق المطار»، مشيرا إلى «أن الوزارة حاولت إزالة العوادم، التي تعتبر عاملا أساسيا يؤدي الى إقفال مجرى النهر والى فيضانه، ولكن المشكلة هي في الناس التي ما زالت ترمي النفايات، على أن يساعد المتعهد من قبل وزارة الأشغال في تنظيف مجرى النهر»، مشيرا الى ان «البلدية وبالقدرات الضئيلة التي لديها تحاول التنظيف بمحاذاته وقد استحدثنا مصافٍ لتخفيف منسوب ارتفاع المياه بجانب العمروسية خصوصا وأن تنظيف مجاري بعض الانهر مثل انطلياس والناعمة وغيرها ليس من مهمة وزارة الأشغال».

من جهته، استنفر محافظ بيروت القاضي مروان عبود كل أجهزة بلدية بيروت، وأمر فوجي الإطفاء والحرس برفع حال الجهوزية لمواجهة أي تداعيات سلبية تنجم عن سوء الأحوال الجوية بسبب المنخفض الجوي الذي يسيطر على لبنان، ومن الممكن أن يشكل خطرا على السلامة العامة، من جراء العواصف الرعدية المترافقة مع أمطار غزيرة قد تنتج منها فيضانات تجتاح بعض الشوارع والأماكن والمرافق العامة والخاصة، وتتأثر بها الأبنية والمنازل المتداعية أو أجزاؤها الآيلة للسقوط في عدد من الأحياء التي تضررت من جراء انفجار مرفأ بيروت.

وطلب من أجهزة البلدية كافة، وخصوصا فوجي الإطفاء والحرس تأمين تلك الأبنية ومحيطها لجهة التأكد من عدم عودة قاطنيها إليها، حفاظا على سلامتهم وسلامة الغير من أي تداعيات قد تطرأ عليها من جراء سوء الأحوال الجوية، بعد أن كانت أخليت سابقا من قاطنيها بسبب انفجار مرفأ بيروت.

كما طلب عبود من المواطنين في مدينة بيروت عند حدوث أي طارئ، الاتصال بفوج إطفاء بيروت على رقم الطوارئ المجاني 175 الموضوع في خدمة أهالي العاصمة على مدار الـ24 ساعة.

بدوره، أعلن المدير العام لمصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في تل عمارة «أن الأمطار الغزيرة استمرت طوال يوم أمس الأربعاء واليوم الخميس، وستكون غزيرة في بعض الأحيان»، لافتا الى «ان كميات الأمطار لا تزال بعيدة من أرقام السنة الماضية، إلا إن الساعات المقبلة سترفع من حجم المتساقطات»، مطالبا المزارعين «بتحضير أراضيهم للزراعات الشتوية وخصوصا الحبوب».

{ ومن صيدا أفادت مراسلتنا ثريا حسن زعيتر، بأن صيدا انطبق عليها مع أول شتوة، المثل القائل «أول وصولو شمعة على طولو»، حيث استقبل أهالي عدد من القرى في منطقة قضاء صيدا والزهراني بعد طول انتظار تساقط الأمطار الغزيرة للمرة الأولى التي جاءت مصحوبة بعواصف رعدية قوية ورياح ناشطة بسبب انقطاع التيار الكهربائي بشكل دائم وصل إلى حدود الخمسين مرة بالساعة ما أدى الى احتراق العديد من لمبات الإنارة المنزلية والآلات الكهربائية.


تصادم عدة سيارات على أوتوستراد إميل لحود تسبب في ازدحام حركة السير


{ إلى ذلك، غطت الثلوج التي تساقطت أمس في الضنية أغلب المرتفعات الجبلية التي يزيد ارتفاعها على 2500 متر فوق سطح البحر، ابتداء من القرنة السوداء (3088م فوق سطح البحر) أعلى قمة جبلية في لبنان وبلاد الشام، وصولا إلى مرتفعات وتلال مطلة على أراض زراعية في منطقتي جرد النجاص وجرد مربين، بحيث لامست الثلوج منازل مزارعين في المنطقتين.

الثلوج في مرتفعات الضنية


كما شهدت المناطق الوسطى والساحلية هطولا غزيرا للأمطار أدت إلى تشكل السيول على الطرقات وتدفقها باتجاه الأودية والأنهار، مع تدن ملحوظ في درجات الحرارة.

في السياق نفسه، زار محافظ النبطية بالتكليف الدكتور حسن فقيه بلدية زوطر الشرقية، والتقى مجلسها البلدي والمختارين وأعضاء إدارة خلية الأزمة، واطلع منهم على مجمل القضايا والشؤون في البلدة وخصوصا الاجراءات المتخذة لمواجهة تفشي فيروس كورونا.

وأشاد المحافظ فقيه بأداء البلدية وخلية الأزمة في مواكبة موضوع كورونا «لا سيما في هذه الظروف الصحية الراهنة في البلاد والإقتصادية الصعبة»، مشددا على «ضرورة الإلتزام بكافة الشروط بالنسبة للتباعد الاجتماعي وعدم اقامة التجمعات والمناسبات الدينية وتجمعات الأفراح والمقاهي والاستراحات وعدم الإكتظاظ في السوبرماركات وكافة المحلات، والتزام وضع الكمامة وكل شروط الوقاية تحت طائلة الملاحقة القانونية حيث اعطيت التعليمات للاجهزة الامنية المختصة بتحرير محاضر بالمخالفين».

ووعد فقيه بـ«متابعة ما يمكن تسهيل العمل فيه وخاصة لناحية تأمين متطلبات المدرسة الرسمية وموضوع حل لمكب النفايات في محلة المربعة».

{ وفي جبيل، أفيد بأن بداية المسلك الشرقي للأوتوستراد حتى مدخل بلدة عمشيت شهد زحمة سير خانقة بسبب تجمع مياه الأمطار، فيما شهد المسلك الشمالي للاوتوستراد من طرابلس - جسر الملولة باتجاه البداوي، وتحديدا عند مفرق المنكوبين، زحمة سير خانقة بسبب غزارة الأمطار.