البقاع- إبراهيم الشوباصي:
أدّت الأمطار الغزيرة التي هطلت في البقاع، إلى تشكّل سيول جارفة تدفّقت باتجاه بلدة مجدل عنجر، وأغرقت الشوارع في عدد من أحيائها ودخلت المنازل، حاملة معها الأتربة والحجارة، وسدّت مجاري تصريف المياه.
رئيس البلدية سعيد ياسين لفت إلى أنّ السيول الآتية من البلدات المجاورة السلطان يعقوب، المنارة والصويري، صبت كلها في مجدل عنجر، وزاد ارتفاع المياه عن المترين، وقد جرى هدم تصوينات المنازل للسماح للمياه بان تأخذ مجراها.
وأطلق ياسين صرخة استغاثة، تجاوب معها محافظ البقاع، والهيئة العليا للاغاثة ووزارة الاشغال، وأرسلت جرافات لتؤازر بلدية مجدل عنجر والدفاع المدني في اغاثة المواطنين وفتح المجاري والطرقات.
كما تسبّبت الأمطار الغزيرة التي هطلت، بأضرار جسيمة بالمزروعات في بلدات كامد اللوز، غزة، خربة قنافار والمرج وعميق، حيث جرفت الوحول والسيول عشرات الدونمات، وتسبّبت بهدم عشرات الخيم البلاستيكية.
كما دفعت حالة الطقس وتداعياتها، قائمقاميتا راشيا والبقاع الغربي إلى الاستنفار لمواكبة المستجدات من خلال التواصل مع البلديات وإعطاء التوجيهات اللازمة لمساعدة المواطنين وفتح الطرقات.
وقد ناشد المزارعون الجهات المختصة التدخل ومساعدتهم، واصفين أضرارهم بـ«الكارثية».
«العليا للإغاثة عاينت»
وعلى الأثر، أوفد الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير، بتوجيهات من الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري، فرق الهندسة والادارة من الهيئة، لمعاينة الأضرار التي خلفتها السيول في بلدات مجدل عنجر والصويري وغزة في البقاع الغربي.
وجال أعضاء الوفد في بلدة مجدل عنجر، يرافقهم رئيس البلدية سعيد ياسين وأعضاء المجلس البلدي، حيث اطلعوا على أضرار المنازل التي غمرتها المياه، والجدران التي انهارت أجزاء منها، إضافة إلى الأضرار في المزروعات وعلى الطرق العامة.
ثم تابعوا إلى بلدة الصويري، حيث اطلعوا أيضا على أضرار السيول على الجدران والطرقات التي تراكمت عليها الأتربة، والمزروعات والمنازل، ورافقهم رئيس البلدية حسين عامر وأعضاء المجلس البلدي.
وفي غزة، اطلع أعضاء الوفد على الأضرار التي شملت إلى تلف بعض المزروعات، نفق طيور وخسائر بالمواشي، ورافقهم عضو المجلس البلدي عبد اللطيف ياسين.
وبعد هذه الجولة ستقوم لجان الكشف في الجيش بمسح الاضرار ليتم دفع المساعدات على أساس الكشوفات.
«الأشغال» مستنفرة
إلى ذلك، مازالت فرق الصيانة في وزارة الاشغال العامة، وبتوجيهات من الوزير يوسف فنيانوس، منتشرة على الطرقات العامة والفرعية في مختلف المناطق، من أجل التدخل في أي طارئ قد يحصل جراء هطول الامطار، وذلك تسهيلا لحركة مرور المواطنين.
وشهد الاوتوستراد الممتد من بيروت حتى نهر ابراهيم عمليات ازالة وسحب لبعض النفايات من المجاري الموجودة على الاوتوستراد، الأمر الذي أبقى على السير طبيعيا من دون أي ازدحام، بالرغم من الأمطار الغزيرة.
وفي السياق، وبتكليف من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، أجرى عضو اللقاء النائب بلال عبدالله اتصالا برئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير للمطالبة بمسح الأضرار والتعويض على المزارعين في الشوف والمتضررين من السيول في الجية.
وكتب عبدالله عبر «تويتر»: «عاصفة اليومين الأخيرين ألحقت أضراراً فادحة بمزارعي التفاح في الشوف، وحرمت مئات العائلات من محصول كان يعتمد عليه كمدخول أساسي للكثير من الناس. لذلك نناشد الهيئة العليا للإغاثة وبالسرعة المعهودة، الكشف على الأضرار والتعويض على أهلنا في الشوف».
هذا، وتوقّعت مصلحة الارصاد الجوية في ادارة الطيران المدني ان يكون طقس اليوم (الإثنين) غائما جزئيا بسحب مرتفعة مع ارتفاع بدرجات الحرارة، تنشط الرياح أحيانا ويتحول الطقس تدريجيا اعتبارا من المساء الى غائم مع احتمال تساقط امطار خفيفة موحلة في المناطق الداخلية.