بيروت - لبنان

17 كانون الأول 2019 06:15ص «اللواء» تكشف مصير هبة الأنابيب المخصصة لحل مشكلة طوفان الرملة البيضاء

حجم الخط
مشكلة طوفان الرملة البيضاء ما تزال من دون حل لا مؤقت ولا جذري والمشهد قد يتكرر والملف ما يزال في عهدة القضاء وسط تقاذف للاتهامات والمسؤوليات.

فبعد حادثة الطوفان في تشرين الأوّل 2018 تقدّم النائب فؤاد مخزومي بحل مؤقت يجنّب الرملة البيضاء الطوفان وكذلك يبعد التلوث عن الشاطئ ويتمثل بهبة غير مشروطة إلى بلدية بيروت عبارة عن انابيب «فايبر غلاس» مع دراسة فنية واشراف قيمتها حوالى مليون دولار على ان تتكفل بلدية بيروت بتركيبها، مما يُشكّل حلاً مؤقتاً وايضا دائما يشكل صمّام أمان في حصول أي طوفان جديد بانتظار تشغيل محطة لتكرير في منطقة الغدير. والمستغرب انه بدلا من ان تسارع بلدية بيروت إلى الاستفادة من هذه الهبة غير المشروطة منذ ذلك الوقت،ادخلت مسار قبول الهبة في مطبات الروتين الإداري بل وأكثر حسب مصادر بلدية في مطبات العرقلة ومحاولة رفض الهبة وحرمان بيروت من مساهمة تحقق حلاً لمشكلة الطوفان..

«اللواء» وبعد تلقيها مراجعات تتساءل عن مصير الهبة وجلاء لحقيقة الأمر أجرت تحقيقا حول مسار هذا الملف وعاد بالآتي:

بعد حادثة الطوفان  في الرملة البيضاء والتي أثارت ردود فعل مستنكرة عن الأسباب والمسببين وتدخل الوزارات والقضاء ولجنة الاشغال النيابية وسط تقاذف الاتهامات والمسؤوليات بين الجهات المعنية تقدّم النائب  فؤاد المخزومي من بلدية بيروت بهبة غير مشروطة عبارة عن انابيب «فايبر غلاس» مرفقة بدراسة فنية واشراف على التركيب على ان تتكفل بلدية بيروت بالتركيب، ولهذه الغاية حصل اجتماع ضم النائب مخزومي ورئيس البلدية المهندس جمال عيتاني والفنيين لعرض تفاصيل الهبة، ولاحقا تلقى النائب مخزومي كتابا تبلغ فيه ان المجلس البلدي قبل الهبة، ولهذه الغاية وبطلب من النائب مخزومي تمّ اجتماع ثان مع المهندس عيتاني والمعنيين والاستشاريين لتأمين متطلبات الهبة وجرى تقديم دراسة بالكميات والقطع المرفقة بالانابيب ليصار إلى تكليف استشاري فني لتحضير دفتر شروط لتلزيم التركيب.


صور تظهر مراحل تركيب القساطل



وكشفت مصادر بلدية انه وبعد مضي 6 أشهر وبعد مراجعة بلدية بيروت للاستفسار عن مسار الملف حصل اجتماع آخر مع الاستشاري للاطلاع على الدراسة التي وضعها وتم وضع الملاحظات، ولاحقا فوجئ النائب مخزومي بأن الإدارة البلدية تبلغه ان هناك دفتر شروط للمناقصة يتضمن دراسة فيها انابيب مرادفة للهبة المقدمة من قبله مع تعديل لقطر الأنابيب من 600 ملم إلى 1100 ملم ونوعيته مما شكّل مفاجئة غير متوقعة فكيف توضع دراسة على قساطل غير تلك المقدمة كهبة مما شكّل تساؤلات عن محاولة للالتفاف على الهبة المقدمة ومحاولة شراء انابيب تدفع من خزينة البلدية وبعبارة «أصح» حسب المصادر البلدية لا تفسر الا بأمر واحد تحقيق عمولة.

أضافت المصادر البلدية: ومع انكشاف هذا التوجه ومنعاً لتمرير هذه الصفقة وبالتعاون مع محافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب الذي أبدى كل تجاوب جرى الاتفاق مع بلدية بيروت على تعديل قطر الأنابيب مما سيزيد كلفة الهبة وإصدار ملحق لدفتر الشروط وقد جرى العمل على هذا الملحق مُـدّة شهر وتمّ ضم الملحق إلى دفتر الشروط وجرى الإعلان عن جلسة أولى للمناقصة في 3/12/2019 حيث لم يحضر أي متعهد فجرى تحديد جلسة ثانية مقررة في 14 كانون الثاني.

وختمت المصادر البلدية: الملحق تمّ لصقه لمحاولة التستر وعدم تنبيه المقاولين إلى وجوده مما حدا بالنائب مخزومي إلى التقدم يوم الجمعة الماضي بطلب تغيير دفتر الشروط وتغيير جدول الكميات، متخوفة من العراقيل والتأخير الحاصل الذي قد يفضي  اعتذار النائب مخزومي عن تقديم الهبة لأنه من غير المعقول ان يلاحق صاحب الجهة الملف فيما الجهة المستفيدة تتلكأ في حسم الموضوع.

جدوى المشروع وتفاصليه

- اسم المشروع: تلزيم اشغال القسطل البحري لزوم تصريف المياه المبتذلة على شاطئ الرملة البيضاء.

- المناقصة هي لتركيب الأنابيب التي قدمت هبة من النائب مخزومي.

- المشروع يتضمن حفر خندق في قعر البحر على عمق 50 متراً لتثبيت قسطل واحد يمتد في البحر لمسافة 1200 متر لمنع الطوفان وتلوث الشاطئ وهو حل مؤقت مساعد لمشروع محطة التكرير في الغدير.

- التركيب يتم بجمع 3 قساطل مع بعضها توضع على عوامة ويتم ربطها برافعة تسقطها في مياه البحر ليتم تركيبها بواسطة غطاسين ثم يتم وضع مثقلات من الباطون لتثبيتها.

إشكالية غياب المتقدمين للمناقصة

- التسعير بالليرة اللبنانية والكلفة بالدولار.

- هناك كفالة يجب ان يودعها المتعهد في البنك حتى انتهاء المشروع.

- المتعهدون يرون ان السعر المحدد قليل حوالى 3 ملايين دولار لأن هناك أعمالاً بحرية قد تتطلب أعمالاً إضافية بحوالي 30٪ وعدم وجود متعهدين متخصصين في هذا المجال وإن وجدوا فهم قلة.

- عرقلة قد تكون متعمدة لمحاولة إقناع النائب مخزومي بتقديم الهبة وكذلك القيام بتركيبها كون شركته متخصصة في هذا المجال اكان في لبنان أو الخليج.