تتحدّى بلدة شكا البترونية الواقع المذري الذي وصلت اليه حالة البيئة في لبنان،وحالة الدواخين السرطانية التي تنبعث يومياً من معامل المنطقةK وتتحضّر هذا العام لابراز وجه جديد وحضاري للبلدة عبر شجرة ميلاد صديقة للبيئة. المشروع هو عبارة عن إقامة شجرة ميلادية مكونة من 120 ألف عبوة مياه بلاستيكية فارغة سعة 500 ملل وبارتفاع 28 مترا ونصف المتر، وقطر يبلغ 30 متراً. ما قد يسمح للبلدة بدخول موسوعة″غينيس"للأرقام القياسية العالمية على مستوى ارتفاع الشجرة وعدد العبوات المستعملة فيها.
الجمعيات البيئية من أقصى شمال لبنان الى أقصى جنوبه رحّبت بالفكرة الرائدة التي أطلقتها الناشطة البيئية كارولين شبطيني. وبالمقابل تبنّت بلدية شكا الفكرة التي ستكون نموذجاً حسياً لضرورة اطلاق مشاريع الفرز المنزلي في كافة البلديات،وبالتالي الافادة منها لتنفيذ مشاريع صديقة للبيئة تتلاءم مع مستقبل بيئي حضاري للبنان وشعبه التواق الى كرامة العيش. واذا كانت حماية البيئة من الثانويات على جدول أعمال المسؤولين في لبنان،يبقى لبنان ذاخراً بطاقات شبابية خلاّقة وتواّقة الى بناء بلد حضاري يعطي صورة مميزة وناجحة عن شباب لبنان.
ولم توفّر مصممة المشروع جهداّ لتأمين عدداً هائلاً من العبوات من خلال كافة شرائح المجتمع المدني المتعاونة في قطاع البيئة مشكورة.
وانطلق العمل منذ ثلاثة أسابيع. حيث تشهد شكا رغم المظاهرات والاحتجاجات اندفاعا كبيرا لدى الشباب والصبايا الذين يعطون الوقت اللازم لانجاز العمل واضاءة الشجرة ليلة عيد الميلاد.
وكانت شبطيني لي البداية قد جسّدت الفكرة في عيد الميلاد من العام الماضي في بيتها من خلال من 500 عبوة بلاستيكية. ولاقت ترحيبا واستحسانا لدى الجميع ما شجّعها على اطلاق حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وكان التجاوب ايجابياّ للغاية.
ويتعاون على تنفيذ الشجرة مجلس بلدية شكا وكشافة لبنان فرع مار مارون شكا،الحركة الاورثوذكسية ـ شكا،عائلة أخوية وطلائع النبي ايليا الغيور – شكا،حركة فرسان العذراء -شكا ولجنة صيف شكا ونادي أبناء شكا الرياضي أي ما يقارب اى 60 و100 شخص يعملون على الارض يومياً.
ومن المنتظر أن تتفوّق شجرة الميلاد هذه،على شجرة الميلاد في مكسيكو التي تكونت من 98 ألف عبوة وارتفاعها كان 27 مترا ونصف المتر.
أما الانارة فستكون من الخارج بالألوان المتحركة بـ 40 و50 مصباحا.
وتطلق شكا بالتزامن مع شجرة الميلاد سوقاً ميلادياً يترافق مع أنشطة انسانية لجمع الألبسة والهدايا ليكون الى جانب مغارة الميلاد عند الحديقة العامة.
وبعد انتهاء فترة الأعياد وتفكيك الشجرة سيتم تزويد معمل فرز الحديد في أميون بالعبوات. ويعود ريع هذا العمل الى الصليب الاحمر اللبناني.