صيدا – سامر زعيتر:
واصلت مدينة صيدا تضامنها مع أهالي المناطق التي تأثرت بالحرائق، وفي هذا السياق تفقد رئيس إتحاد بلديات صيدا الزهراني ورئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي منطقة الحرائق في المشرف ومحيط «جامعة رفيق الحريري» والمنازل التي أحاطتها النيران خلال اليومين الماضيين، معربا عن تضامنه وتضامن مجلس بلدية صيدا ومجالس بلديات الإتحاد مع كل الذين أصابتهم نيران الحرائق بالضرر، لا سيما الضرر البيئي الكبير الناتج عن إحتراق مساحات خضراء كبيرة من أحراج لبنان.
ونوّه بجهود وجهوزية فرق إطفاء بلدية صيدا وشرطة البلدية والدفاع المدني اللبناني والفلسطيني وكافة فرق الإطفاء لكافة البلديات والقوى الأمنية والعسكرية وكل المتطوعين، الذين تدخلوا منذ اللحظات الأولى من أجل مكافحة الحرائق ومساعدة الأهالي في المشرف وسائر المناطق اللبنانية.
ورافق المهندس السعودي، عضو المجلس البلدي محمد قبرصلي، وقائد شرطة بلدية صيدا المفوض ثالث بدر قوام، وأمين سر الشرطة الشرطي أول يحيي نحولي.
والتقى المهندس السعودي مدير «جامعة رفيق الحريري» الدكتور مكرم سويدان حيث إستمع منه للإجراءات الوقائية التي اتخذتها الجامعة خلال اندلاع الحرائق، لافتا إلى أنه إستدعى اليوم قطاع الموظفين في الجامعة من أجل الاستعداد لاستئناف العام الدراسي.
وكان الرئيس السعودي قد تلقى اتصالاً هاتفياً من نازك الحريري شكرته فيه لمشاعر التضامن مع أبناء وأهالي منطقة المشرف و»جامعة رفيق الحريري»، ولا سيما توجيهاته إلى فرق إطفاء بلدية صيدا والدفاع المدني وشرطة البلدية للتدخل السريع منذ بداية الحرائق ومنع امتدادها إلى المنازل وحرم الجامعة وكافة المرافق في المنطقة وتقديم المساعدة في عمليات إجلاء السكان إلى أمكنة آمنة بعيدة عن الحرائق.
وأكد المهندس السعودي للنائب الحريري أن «من واجبنا تقديم كل ما أمكن للمساعدة لأهلنا في المشرف وفي كافة المناطق اللبنانية لأن كارثة الحرائق أصابت كل لبنان واللبنانيين وجميع المقيمين في الصميم».
تلامذة البهاء
كما توجه وفد من «مدرسة الحاج بهاء الدين الحريري» يضم تلامذة الصف السادس والمعلمتين رامية السوسي وهتاف بوجي إلى «جامعة رفيق الحريري» في المشرف لتفقد حجم الكارثة وما حدث من حرائق في المنطقة كافة التي ادت إلى احتراق اعداد كبيرة من أشجار الزاب والسرو والصنوبر المحيطة بالحرم الجامعي واستعدادهم الكامل لجمع التبرعات وإعادة تشجير بعض من المساحات المحروقة لأن شعار المدرسة دائما «ازرع اليوم لنحافظ على بيئتنا خضراء لنا والأجيال القادمة».
والقى التلميذ محمد القادري كلمة أمام وفد من أساتذة وموظفي «جامعة رفيق الحريري» عبر فيها عن حزنه الشديد للكارثة التي حلت بلبنان والأحراج التي أُحرِقت، متمنياً من الله عز وجل أن يجنب لبنان مثل هذه الكوارث ليبقى لبنان الأخضر.
ثم توجه التلاميذ بعد ذلك إلى «مركز الإطفاء» في مدينة صيدا برفقة مدير المدرسة الدكتور أسامة الأرناؤط، حيث قاموا بتقديم باقات من الورود عربون شكر على جهودهم الجبارة وتضحياتهم في سبيل إنقاذ ثرواتنا الحرجية كذلك توجه التلاميذ لشكر الدفاع المدني أيضا على تضحياتهم في إخماد الحرائق وإنقاذ المواطنين المحاصرين.
الإنقاذ الشعبي
هذا، وشارك «فوج الانقاذ الشعبي» التابع لـ «مؤسسة معروف سعد» بمساعدة المتضررين من الحرائق كما في اعمال الاغاثة.
وقد شدد المسؤولون فيه على ان المتطوعين على أهبة الاستعداد للمساعدة في كل ما يمليه عليهم واجبهم الانساني.
البزري
من ناحيته، رأى الدكتور عبد الرحمن البزري «أن غبار الحرائق التي عمّت لبنان لا يجب أن تحجب أبصارنا عن دولة المصرف القوي التي تمارس على اللبنانيين، وتزيد من صعوبة ظروفهم المالية والمعيشية، إذ أن المصارف التي حققت أرباحاً هائلة طيلة سنواتٍ طويلة بسبب سياساتٍ نقدية أخذت بعين الحسبان مصالح كبار رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال التي ما زالت حتى يومنا هذا تستفيد من الظروف الدقيقة التي تعيشها البلاد متناسية ما قدمته الخزينة من خسائر على حساب الشعب اللبناني نتيجة للهندسات المالية التي أقرّها مصرف لبنان في السنوات الماضية، وذلك بسبب مغامرات بعض المصارف خارج لبنان كما في داخله».
وقال: كُنّا نعتقد أن عصر الرأسمالية المتوحشة قد انتهى إلى غير رجعة، إلاّ أننا وللأسف في لبنان وفي القرن الواحد والعشرين نعيش ظروفاً شبيهة بتلك التي عاشها العالم في الماضي وذلك بسبب هيمنة دولة المصرف القوي على مقدّرات البلاد، وبسبب تقاطع المصالح بين بعض السياسيين وكبرى المؤسسات المالية في لبنان.
وختم البزري: إن البعض قد سمح لنفسه بمشاركة اللبنانيين في لقمة عيشهم، فأضحى يحسم من أموالهم ومن معاملاتهم المصرفية مهما بلغ حجمها إن صغرت أم كبرت بنسب ما معينة سواء كانت في العملة الصعبة أو العملة الوطنية اللبنانية دون أن يكون هنالك أي تحرك من قبل وزارة المالية أومصرف لبنان لحماية أموال المواطنين وخصوصاً ذوي الدخل المحدود، كما تبرعوا في الماضي لحماية أصحاب الأموال والرساميل.