بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 كانون الأول 2018 02:31م طائر الحجل مواطن من الدرجة الأولى ومبادرات وطنية لإنقاذه

حجم الخط
حملات التشجير تنتعش مؤخرا في جرود كسروان وجبيل والبترون وبعلبك في القرى وفي المحميات ضمن مبادرة وطنية لانقاذ طير الحجل الذي وبعد أن كان معروفا بالمواطن من الدرجة الأولى .يشهد عملية ابادة مخيفة .تعود أسبابها وفق الجمعيات الأهلية التي تراجع الغطاء النباتي خصوصا ان هذا النوع من الطيور يعيش بين الصخور والأشجار في الجرود والمحميات.

محاولات حثيثة صدرت من مرجعيات نيابية وبلدية في جرود كسروان وبعلبك وجبيل والبترون للمحافظة على هذا الطائر الفريد من نوعه وجماله في لبنان.

ميروبا
النائب العميد شامل روكز كانت له مبادرات تشجير في مصر ولا الكسروانية زجاج الجبيلية.وقد اكد خلال رعايته ليوم تحريج في ميروبا ان ما نشاهده اليوم يبشّر بأيام واعدة في جرود كسروان لناحية المحافظة على الطيور البرية.وقال نحن في كسروان تفتخر بحري الصنوبر في حريصا كما بلدات فاريا وكفردبيان التي تزداد كسروان جمالا اذا ما حقّقنا التنوّع البيئيّ فيها وحافظنا على بيئتها
وسنعمل مع رؤساء البلديّات على تشجير كافة البلدات . وسنتعاون في الاطار عينه مع النوّاب والسياسييّن والفعاليّات للحفاظ على بيئتنا وعلى الجبال والمحميّات والأشجار والطيور خصوصا طائر الحجل.

واضاف فرحت اليوم بوجود أشخاص من الجيل القديم في حملة التشجير وهذا يدلّ على حنينهم وعلى الوعي الذي لديهم وحرصهم على أن يشهدوا على اعادة تشجير المنطقة التي ورثوها عن آبائهم، كما فرحت بطلاب المدارس الذين زرعوا بأيديهم الأشجار وهي ستنمو بفكرهم أيضا وسيتصدّون لمن يقطعها.

محمية جبل موسى
وفي الإطار عينه تم اطلاق 200 حجل في محميّة جبل موسى. بمبادرة من النائب روكز الذي قال :الحجل يعيش في الجرد وأنا ابن الجرد ولديّ حنين دائم لتكون في جبالنا الأشجار والطيور.

محمية أرز جاج
وتشهد محمية أرز جاج حملة تشجير يواكبها اطلاق طير الحجل بمبادرة من الجيش اللبناني العميد شامل روكز الجيش اللبناني

محافظ بعلبك: طيور الحجل تتعرض للإبادة في منطقة بعلبك الهرمل.

بعد إعلان وزير البيئة محمد المشنوق منع موسم الصيد البري لهذا العام، أصدر محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، في قراراً بمنع الصيد البري بأشكاله كلها في المحافظة. وركز خضر في بيانه على منع صيد طيور الحجل التي تعتبر من الطيور المقيمة في لبنان وتتضاءل أعدادها بشكل كبير، خصوصاً أنها "تتعرض لإبادة من جانب الصيادين في منطقة الهرمل". وأكد المحافظ أنه "سيتم ملاحقة المخالفين وتسطير محاضر ضبط بحقهم".

ويأتي هذا القرار بعد 13 عاماً على إقرار قانون الصيد البري الذي لم ينفّذ بعد، رغم أن أندية الصيد روّجت هذا العام لاحتمال تمريره من قبل وزارة البيئة، التي خالفت التوقعات ولم تفتح الموسم في أيلول 2016 الماضي. ولم تفتح فترة استقبال طلبات رخص الصيد، واجراء اختبارات للصيادين تخولهم ممارسة الرياضة بشكل قانوني.

ويعتبر تلكؤ الوزارة في إقرار القانون أحد الأسباب الرئيسة لاستمرار مشكلة الصيد العشوائي في لبنان، التي تقتل أكثر من 2.6 مليون طائر سنوياً (وفق مؤسسة Birdlife Int) وتهدد حياة 327 نوعَ طائر مهاجر ومقيم في لبنان.

محمية أرز تنورين
جرد تنورين من المواقع الأساسية التي يعيش فيها طير الحجل .وكاد هذا الطائر يتعرض للأسف لحملة صيد عبثية لولا تدخل البلدية وإصدارها قرار بمنع صيد الحجل وتغريم المخالفين. وتعزز البلدية حماية الحياة البرية وخصوصا طير الحجل في محمية غابة ارز تنورين .

مواصفات طير الحجل
ليس بين طيور بلادنا ما نفاخر به أكثر من طائر الحجل، فهو الأوفر جمالاً وأناقةً ونقاءً وصلابة، لأنه ابن الجبال والصخور والرياح...
في حمرة منقاده وفي كفّيه لون الخصوبة والأصالة، وفي ريشه الرمادي المزيّح بخطوط سود لون الصخر ورائحته الزكية، وأسرار ليالي الخريف الصامتة فوق التلال والسفوح النائية.
نظمت حوله الكثير من القصائد والأغاني، وتداول اسمه الناس كمضرب مثل للتعبير عن رشاقة الحسناوات وسحر عيونهن وإطلالتهن البهيّة. إنه رمز صمود الفلاح في أرضه وأنيس الراعي في وحشته، وملهم الشاعر في تخيلاته وإبداعه، وهو إلى ذلك كلّه، صاحب العرش الذهبي في مملكة تراثنا البيئي والشعبي.
بيد أنّ الميزات الفريدة لهذا الطائر، قد جلبت عليه لعنة الصيد بأبشع وجوهه، لتضاف حكمًا إلى لعنات توسّع العمران وتقلّص الغابات بفعل القطع والحرق، ورشّ الحقول بالمبيدات السّامة، وشقّ الطرقات إلى عقر داره، وإحتكار الإنسان للينابيع العذبة، حتى في أعالي القمم والجبال، فباتت هذه اللعنات جميعًا مصدر أذى يحدق به، على الرغم من تحسسه المفرط بالخطر وسرعته الفائقة، وقدرته الخارقة على التخفّي والتمويه والتملّص من قبضة الأعداء.
لكنّ لعنة الصيد تلك، تبقى الأقوى والأشرس من دون منازع، نظرًا إلى فعالية الأسلحة المعاصرة ودقتها وفتكها، إلى جانب إبتكار أهل الصيد أساليب تضليل وخداع محكمة، كإستخدام الأقفاص والشباك والفخاخ بالقرب من مصادر المياه واستدعائه عبر بث صوته بواسطة آلات التسجيل وأجهزة الخليوي و ما إلى هنالك من طرق الأسر والموت المبتكرة.
لقد تحوّلت التلال والسفوح المحيطة بقرانا الجبلية التي لا تزال تحتضن بعض طيور الحجل إلى مسرحٍ لمعارك شبه يوميّة ومن طرفٍ واحد، بين الصيادين وهذه الطيور المسالمة، المهدور دمها والمشكوك بصحة مواطنيتها في نظر هؤلاء. فلا يكاد الصبي يبلغ الثانية عشرة من العمر، حتى يستلّ بندقيته وجعبته وذخيرته وينطلق إلى الجبال بالعنفوان الأشدّ، لإقتناص ما تيسّر له من الطرائد، مقتفيًا أثر من سبقه، وطامحًا إلى ضمّ إسمه إلى سجل الصيادين المحترفين، الذين لا يقصرون ممارسة الصيد على انفسهم، بل يبادرون إلى إستدعاء أصدقاء من القرى المجاورة والمدن البعيدة، لمشاركتهم شرف المهمّة النبيلة! ظنًا منهم أنّ في ذلك إكرامًا للضيف وتأكيدًا لشرف الانتماء إلى الريف الجميل.
ما يثير الدهشة في نفس المرء، استمتاع الصيادين بسرد معاركهم البطولية أمام زائريهم، من كرٍ وفر وقتلٍ وقنص وجرح، ومواجهاةٍ جبلية وجانبية، في الأرض والسماء، فيقول أحدهم مثلاً: «الحظ لم يكن إلى جانبي اليوم، لقد ظفرت بطائرين فقط، فيما أضعت ثلاثةً وسط الغابة الكثيفة، وأصبت أربعة أخرى، أعتقد أنها ستموت خلال الليل بفعل قساوة البرد!».
ويقول ثانٍ: «لم يبق في الجبال كلّها، سوى رفٍ واحد لا يزيد عديده عن ثمانية طيور، ولقد ظفرت منه بإثنين وسأجهز على الباقي في أسرع وقت ممكن إن شاءالله».
ويقول ثالث: «لقد دعوت عددًا من أصدقائي إلى تناول كبّة الحجل يوم أمس، فشهدوا جميعًا بأنها الأطيب مذاقًا بين اللحوم على الإطلاق». لكن صاحبنا تناسى أن من انتفخت بطونهم حتى كادت تنفجر، من أنواع اللحوم والطيبات على أنواعها، قد فقــــــدوا حاستي الذوق والشمّ منذ زمنٍ بعيد.