بيروت - لبنان

اخر الأخبار

15 آب 2019 12:01ص مطمر تُربل يُشعِل الشمال.. قطع طرقات ومواجهات مع القوى الأمنية

محتجون يقطعون أوتوستراد المنية – العبدة محتجون يقطعون أوتوستراد المنية – العبدة
حجم الخط
 لا تزال أزمة النفايات في الشمال ترخي بثقلها على القرى المحيطة لجبل تربل، حيث جرى استئناف العمل بمطمر تربل، الأمر الذي أثار غضب الأهالي في القرى المحيطة بالجبل، وهي: مرياطة، عزقي، كفرشلان، علما والمنية، بعد انتهاء مهلة الشهر لرمي النفايات في مكب عدوة، في ظل توجّه شاحنات محملة بالنفايات ليل أمي الأول، الى المطمر المستحدث.

وبدأت منذ صباح الأمس الدعوات من الاهالي وهيئات المجتمع المدني الى التجمهر عند اوتوستراد المنيه - الضنية تعبيرا عن رفضهم واستنكارهم لما يحدث من غبن واستهزاء بصحتهم وصحة ابنائهم من هذه الحلول التي انصفت المناطق المجاورة على حسابهم.

فقد أقدم أهالي بلدة المنية ومجموعة من ذوي الحاجات الخاصة بقطع الطرقات الدولية في المنية احتجاجا على استحداث مطمر تربل، واستقدمت القوى الامنية تعزيزات لمحاولة فتحها لكنها باءت بالفشل، حيث اصطدمت بالمحتجين، وقامت القوى الأمنية بمفاوضات لمحاولة فتح الطريق، إلا أنها لما تلق آذانا صاغية من المعتصمين، الذين طالبوا بجواب صريح وواضح من رئيس الوزراء سعد الحريري حول المطمر، عندها استقدمت قوات مكافحة الشغب لحصر الاعتصام، وعند الساعة الخامسة والنصف عصرا، دعا النائب عثمان علم الدين المعتصمين الى نقل اعتصامهم حيث المطمر، مطالبا بـ»فتح الطريق»، وواعدا بـ»التظاهر معهم لجعل مطمر تربل مطمرا لنفاياتهم فقط لا لكل الاقضية.

وأعاد الجيش والقوى الأمنية فتح طريق الضنية الرئيسية التي تربطها بمدينة طرابلس، في كفرشلان والبياض وعزقي، بعدما أغلقها محتجون على إنشاء مكب للنفايات في تربل، بإشعالهم في وسطها إطارات سيارات، والحجارة والأتربة.

كما تجمّع عدد من أهالي بلدة علما في قضاء زغرتا، على الطريق العام عند مفترق البلدة، احتجاجا على إعادة فتح مطمر تربل، وعمدوا الى الاعتداء على بعض الشاحنات التي كانت تقل نفايات الى المطمر وتسلك طريق علما - تربل.

وكان إغلاق المحتجين للطريق في أكثر من نقطة، تسبب في ازدحام سير على الطرقات الفرعية، بعدما لجأ إليها السائقون للوصول إلى أشغالهم وبيوتهم.

إرجاء حركة اعتراضية

في المقابل، أرجأت الحركة الاعتراضية على ملف النفايات في الشمال التحرّك، الذي كان مقرّراً اليوم (أمس) «في وجه إهمال الدولة في معالجة موضوع النفايات في أقضية الشمال الأربعة»، داعية إلى «مواكبة جهود الدولة والسلطات المحلية لرفع النفايات وتبديد المخاوف والهواجس المشروعة من قِبل المعترضين وصولاً إلى حلّ مستدام وصحيّ لهذه الأزمة».

وأوضحت في بيان أنّ «الأمور قد تبدلت الآن، وكان لا بدّ من شكر رئيس الحكومة سعد الحريري على إهتمامه المباشر والوزراء المعنيين والنواب الذين واكبوا الحلول مع قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي وسائر القوى الأمنية على مرافقتهم الحلّ الموقت والمقترح طالبين من الدولة تنفيذه بكافة المعايير الدولية البيئية والصحيّة حِفاظاً على المياه الجوفية وعلى صحّة أهلنا في المنطقة».

وأكّدت الحركة عدم السماح «لأحد من هنا أو هناك زرع الفتنة والشقاق بين الأهالي»، داعيةً الجميع إلى الوقوف وراء الدولة بمؤسساتها العسكرية والمدنية ولإعطائها الوقت اللازم لتركيب معامل الفرز وتطويره من المصدر لمعالجة النفايات بشكل كامل.

المحافظ نهرا

وكان محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا قد أشار إلى أنّ النفايات التي نمر بها كبيرة، وخصوصاً في مناطق المنية الضنية زغرتا والكورة، اما بشري فالامور تبشر بالحل»، لافتاً إلى أنّ «الاعتراضات التي نشهدها على مطمر تربل هي بدون مبرر».

وأضاف نهرا خلال ترؤسه اجتماعاً في قاعة الاستقلال في سراي طرابلس: «بسبب هذه الازمة نحن مضطرون للجوء الى مطمر تربل الذي تم البدء فيه، ونشهد بعض الاعتراضات في مختلف الطرق وخصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد الاعتداء على المرأة في تربل، الامر الذي رفع الوتيرة في طرابلس والجوار».

وتابع: «لقد تلقينا منذ ثلاثة أيام قراراً من وزيرة الداخلية بالسير في مطمر تربل وبلغنا الامر لقوى الامن الداخلي، ونحن كادارة وبلديات واتحاد بلديات مستمرون في تنفيذ القرار حتى الآن، في انتظار اي تطور سياسي او حكومي، فنحن في النهاية ننفذ القرار السياسي من قرارات الحكومة وقرارات وزارة الداخلية الى قرارات الوزارات المختصة، وحتى الساعة، هذا المطمر هو الاقل ضرارا، وعملي لانه بعيد عن الناس، وسيبنى له عازل وسنتبع طريقة طمر النفايات تفادياً لانتشار الروائح، لذلك لا حاجة الى الاعتراضات التي نشهدها اليوم، فهي دون مبرر».

وختم: «نأمل ان نستمر بالعمل في هذا المطمر لتفادي مشكلة النفايات التي تشكل عبئا كبيرا علينا وعلى اهالي المناطق المتضررة، وخصوصا بعد انتشار بعض الامراض، ونحن يهمنا ان نبني معامل لفرز النفايات والتوعية على الفرز من المصدر، ولكن الاولوية لدينا اليوم هي انتشال النفايات من الطرقات ونقلها الى مطمر موقت لحين العمل بشكل عملي وعلمي على حل لهذه المشكلة بشكل جذري».

أمام السراي

 وكان عدد من الناشطين قد نفّذوا اعتصاما أمام سراي طرابلس، احتجاجا على استحداث مطمر للنفايات في تربل، وذلك تزامنا مع اجتماع يعقد في قاعة الاستقلال، في سراي طرابلس، برئاسة محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، لشرح خطة إدارة النفايات في الشمال، التي أعدتها وزارة البيئة.

وأعلن المعتصمون رفضهم فتح مطمر جديد للنفايات في تربل، لما له من آثار سلبية على المياه الجوفية والصحة العامة.

مواقف مندّدة

وفي الإطار صدر عدد من المواقف المنددة بإعادة افتتاح مطمر تربل.

{ فقد غرّد وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فينيانوس عبر حسابه على «تويتر»، قائلاً: «مهمة القادة والزعماء هو عمل صالح الناس وليس تنفيذ رغباتهم ، لا يجوز أمام أعتراض من هنا ومصلحة من هناك أن نترك نفايات 4 أقضية بين الناس وبيوتهم ، لم تفعل القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي مشكورين سوى تأمين المؤازرة عند تطبيق قرار وزيري البيئة والداخلية. إقتضى التوضيح وشكرا».

{ أما الوزير السابق اللواء أشرف ريفي فقال عبر حسابه على «تويتر»: «إنتفاضة سلمية في المنية وسائر مناطق الشمال بوجه مطمري الفساد والفشل في الفوار وتربل، أدت إلى إلغائهما فانتصر المواطنون لمطلب محق. لا بد أن ينتصر اللبنانيون لبناء الدولة، فإذا الشعب أراد فلن يقف أحد في طريقه. هذا هو الدرس المستخلص من إلغاء المطمرين وننتظر المزيد».

{ وصدر عن المكتب الإعلامي النائب جان عبيد بياناً، جاء فيه: «إنّ النائب عبيد لا يرضى بإقامة مطمر يؤدي الى تلويث ثروة المياه الجوفية في تربل، ولن يسمح مع فاعليات المنطقة وأبنائها بمرور النفايات، وهو أجرى الاتصالات اللازمة ببلدية علما حيث سيعقد اجتماع يهدف الى إتخاذ قرار باقفال معبر البلدة أمام شاحنات النفايات، لأنه من غير المسموح أن تكون علما ممرا لما يتسبب بضرر الناس وبتهديد سلامتهم».

ونقل المكتب «استنكار النائب عبيد الشديد للاعتداء الذي تعرضت له إحدى السيدات المعتصمات ضد المطمر على يد عنصر في قوى الامن الداخلي»، مشددا على أنّ «القوى الامنية هي لحماية المعتصمين وليست لحماية شاحنات النفايات وتأمين مرورها».

{ من جهته، رأى النائب علي درويش أنّ «ما يحصل هو نتيجة عدم معالجة النفايات في لبنان بشكل موضوعي وعلمي، مجددا المطالبة بدراسات واضحة للأثر البيئي ليبنى على الشيء مقتضاه»، مشددا على أنّه «بحسب القانون لا يمكن فتح أي مطمر إلا بموافقة الأهالي»، داعيا الى «الهدوء وانتظار ما ستكشفه الدراسات للحكم في هذه المسألة».

{ وردَّ عضو كتلة «حزب الكتائب « النائب الياس حنكش على وزير البيئة فادي جريصاتي بتغريدة عبر حسابه على «تويتر»، حيث قال: «معالي الوزير قلتم أنكم لن تقيموا مطمرا في السلسلة الشرقية لأن أهالي المنطقة لا يريدون المطمر لديهم. من قال لكم أن أهالي المتن وافقوا على المطمر في برج حمود والجديدة أوعلى رفع مستوى الطمر فيه؟ أم أنكم لا تسألون عن رأيهم؟ أهل المتن حيطهم مش واطي».

{ صدر عن الأمين العام لـ»تيار المستقبل» أحمد الحريري ما يلي: «لم نكن يوماً إلا مع أهلنا في كل لبنان، وفي الشمال الوفي خصوصاً. ونحن اليوم نقولها بالفم الملآن لن نقبل أن يتحول جبل تربل إلى مطمر خبيث للنفايات، على حساب ناسنا، كباراً وصغاراً. لذا، نؤكد أن قضية جبل تربل هي قضية بيئية صحية بامتياز لن نسمح بتسييسها أو تطييفها أو محاولة استغلالها للمزيد من شعبوية البعض في مناطقهم على حساب الناس».

وختم: «أهل المنية أدرى بشعابها وجبالها، ولا كلمة تعلو فوق كلمتهم المحقة الرافضة لإقامة المطمر، وكلمتهم كلمتنا، ونحن وإياهم على كلمة سواء وصرخة واحدة في وجه كل المعنيين: لا لإقامة المطمر، لا اليوم ولا في أي يوم».

{ كما صدر عن مكتب النائب السابق كاظم خير بيان جاء فيه: «ما يحصل من استعمال القوه مع ابناء المناطق المجاوره لجبل تربل المعتصمين سلميا امر لم يعد مقبولا ومدان. حذرنا منذ سنوات من المشاريع المشبوهه التي ترسم لمنطقتنا. نؤكد رفض تنفيذ هذه المشاريع بالقوة، ونطالب الحكومة بوقف التنفيذ والانتقال الى مرحلة حوار بناء مع فاعليات المنطقة للتوصل الى حلول تراعي الوضع البيئي والصحي ضمن دراسات تقييم الاثر البيئي مع الاختصاصيين في هذا المجال».

{ دعا رئيس اتحاد بلديات الضنية محمد سعدية إلى «رفع اليد عن ملف النفايات وإعطاء البلديات الأموال التي تدفعها مقابل معالجة النفايات لإيجاد الحل»، كاشفا عن أن «الاتحاد استطاع تأمين مصنع على طريقة الـ bot وتم توقيع عقد مع وزارة التنمية الادارية والاتحاد الأوروبي ولكن الاموال لم تصرف بعد»، وموضحا أن «الاتحاد وعد بالأموال المخصصة للمشروع بعد إقرار الموازنة ولا زال بانتظار انعقاد جلسة مجلس الوزراء للحصول عليها»، وسأل: «إذا مجلس الوزراء لم يجتمع لقضية تهدد نصف السكان فمتى سيجتمع؟»، مستغربا «إقفال مطمر عدوة من دون سابق إنذار، معتبرا أنه كان من الأجدى إيجاد البديل قبل اتخاذ هذه الخطوة».

{ أما بلدية علما - قضاء زغرتا فأشارت في بيان إلى انّه «بعد ان كان قد بدأ العمل بمطمر النفايات في تربل، بعد ان كانت جميع البلدات قد أقفلت طرقاتها امام عبور الشاحنات المحملة بالنفايات باتجاه المطمر، وبعد ان فوجئنا بمرور معظم الشاحنات عبر بلدتنا علما الى تربل، ونظرا لخطورة الوجود الجغرافي للمطمر على المياه الجوفية وتلوثها، ونظرا لعدم استيعاب طرقات البلدة الضيقة والقديمة العهد، لمرور هذا النوع من الشاحنات من ناحية الحجم والكمية، فإن بلدة علما بمخاتيرها ومجلس بلديتها واهلها، قد نفذوا صباح اليوم اعتصاما على مدخل البلدة، مناشدين المسؤولين أخذ وضع البلدة بعين الاعتبار، لما قد ينتج عن ذلك من ضرر صحي وبيئي وتهديد للسلامة العامة». 


وللإطارات المشتعلة دور في الاحتجاج